الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين الدخول في الديون والانتظار لجمع مال الزواج... حيرة شاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بقيت عدة أيام وأكمل عشرين سنة من العمر، وأريد العفاف بالزواج، ولكن واجهتني عدة حواجز:

1- أخي الذي أكبر مني بـ 6 سنوات لم يتزوج، فهل أنتظر زواجه أم أتزوج؟

2- إذا أردت الزواج لا توجد لدي أموال؛ لأنني متوظف منذ شهرين، فهل أصبر إلى أن أجمع المال أم أجمعها من الدَين؟

3- ما هي المواصفات التي أختار على ضوئها الفتاة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير، ونؤكد لك أن في الزواج خير كثير، فهو سبيل العفاف وسبيل الطهر، والأصل أن يتزوج الشاب مبكرًا، والأمة ما عرفت هذا التأخر في الزواج إلا بعد فترة المستعمر، والإسلام يدعو المجتمع المسلم إلى مساعدة الشباب، قال العظيم: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم} كأن قائلاً وقف ليقول: من أين الفلوس؟ فتأتي الإجابة من الله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} وتأول السلف هذا المعنى وصدّقوا بهذه الآية فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح). فهذا هو الأصل، ونسأل الله أن يعين الأسرة على تفهم حاجتك إلى الزواج.

بالنسبة لوجود شاب أكبر منك لم يتزوج، طبعًا هذا بكل أسف مجتمعنا يقف عنده، ولكن حله ليس بالصعوبة، فعليك أن تواجه هذا الأخ وتطلب منه أن يتقدم أو يأذن لك في أن تتقدم، وفي الحالتين الإشكال إن شاء الله سيُحل، لأنه لو قال: (أنا أريد أخي أن يتزوج قبلي، وأنا سأتزوج) ورضي الوالدان بذلك فالأمر هو الذي ينبغي أن يتكلم حول هذه المسألة.

بالنسبة لأموال الزواج: طبعًا أنت موظف جديد، والإنسان ينبغي أن يجمع ما يستطيع من المال، ولا مانع من أن يستفيد من إخوانه ويساعد إخوانه أيضًا إذا كان أمر الزواج مُلحا، إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه وهو عرضة للتهلكة ومتيقن أنه يمكن أن يضيع في هذا الباب ويدخل في النفق المظلم بكل أسف، فعند ذلك يتزوج حتى لو يستدين، ولكننا نفضل إذا كان بالإمكان الاستعانة بالصيام والصبر والبعد عن مواطن النساء، ريثما تجمع ما استطعت من أموال، فإن هذا سيكون له أثر، لأن أهل الفتاة الذين تطلب ابنتهم يفكرون بهذه الطريقة، كذلك الأسرة تريد أن ترى منك ثمرة هذا التعليم وهذا الجهد وهذا الانتظار، لذلك المسألة ينبغي أن تنظر فيها إلى هذه الجوانب.

أما بالنسبة لمواصفات الفتاة التي تريدها، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - حسم هذا الأمر عندما قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) فننظر إلى دين الفتاة وأخلاقها، ثم ننظر في والديها، واستقرار أسرتها، في سمعة أهلها، في أخلاق إخوانها وأخوالها، يعني هذه أشياء مهمة جدا لابد أن ينظر فيها الإنسان، لأن الفتاة التي تخرج من أسرة مستقرة فيها الصلاح والسجود لله والطاعة لله تبارك وتعالى والتفاهم والنجاح والاستقرار، هذه إن شاء الله تكون مهيأة أكثر من غيرها في أن تكون زوجة ناجحة، كذلك تنظر في أخواتها وخالاتها لتعرف أيضًا خصوبة الأرحام، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرادنا أن نتزوج الولود الودود، فإنه مُكاثر ومُفاخر بنا الأمم يوم القيامة.

فإذن المواصفات الأساسية معروفة، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تُشرك أسرتك - الوالد، الوالدة، الإخوان - منذ البداية في هذه المشاريع، حتى تفكروا جميعًا، ونسأل الله أن يعينهم على بذل المساعدة لك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً