الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسارع ضربات القلب وارتخاء الصمام الميترالي، ما علاجهما؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه لله وبركاته

أشكر موقع اسلام ويب، وأشكر كل من قدم نفعا للناس، وأشكر زملائي القائمين على هذا الموقع.

المشكلة الأولى:
أنا شخص أعاني من تسارع نبضات القلب السريعة منذ فترة حوالي 4 سنوات، أريد مفهوم: ما هي نوبات الهلع؟ ما هي خوارج الانقباض؟ ما هو ارتخاء الصمام المترالي؟

أطباء القلب الذين ذهبت إليهم حددوا لي الهلع وخوارج الانقباض والصمام المترالي.

المشكلة الثانية:
حكم أكل أموال الورثة ظلما. وما حكم أخذ الحق بقوة بين الأخ والأخ؟


المشكلة الثالثة:
كيفية زيادة الوزن؟

المشكلة الرابعة:
ما هو مفهوم الشخصية القوية وحكمها في الإسلام؟


المشكلة الخامسة:
العين والحسد والسحر والمس، كيفية الوقاية منها؟

وأخيرا: آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohmmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد.

تسارع ضربات القلب بصفة عامة له أسباب فسيولوجية – أي طبيعية – وله أسباب عضوية – مرضية – تكون ناتجة من القلب نفسه، أو تكون الأسباب مرضية لعضو آخر في الجسم يؤثر على القلب، مثلاً زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، يعرف عنه أنه يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وهنالك تسارع في ضربات القلب يكون ناتجًا من حالات نفسية.

نوبات الهلع هي نوبات قلق في المقام الأول، نوع من القلق الحاد والشديد الذي يأتي دون أي مقدمات، ويكون فيه شعور بالخوف وربما ضيق النفس وخفة في الرأس والخوف من أن يفقد الإنسان السيطرة على الموقف، وتسارع ضربات القلب يعطي الإنسان شعورًا بدنو الموت.

خوارج الانقباض هو نوع من النبضات القلبية الشاردة أو الزائدة أو غير المنتظمة، وهي في معظمها طبيعية وفسيولوجية جدًّا. الذين يُدخنون أو يتناولون كميات كبيرة من الشاي والقهوة قد يكونون عرضة لها، أيضًا في حالات القلق قد تحدث. عمومًا في مُجملها هي حالات حميدة وبسيطة.

ارتخاء الصمام الميترالي هو ارتخاء في الصمام الميترالي، وخمسة إلى عشرة بالمائة من عامة الناس لديهم هذه الحالة، وهي لا تعتبر حالة مرضية إلا إذا كان هذا الارتخاء ارتخاءً شديدًا.

ولوحظ أن مرضى نوبات الهلع هم أكثر عرضة لارتخاء الصمام الميترالي من غيرهم، لكن لم يؤكد حتى الآن نوعية الربط ما بين الاثنين.

إذًا ارتخاء الصمام المايترالي حالة بسيطة، قد تسبب قلقًا لصاحبها، لأن معظم هذه الحالات تُكتشف عن طريق الصدفة، من يأتي ولديه تسارع في ضربات القلب ثم يذهب إلى الطبيب ويُجرى له الاختبار (الإيكو) يظهر هذا الارتخاء.

ومن الأفضل دائمًا أن يذهب الإنسان إلى الأطباء الاستشاريين من أصحاب المعرفة في هذا المجال لكي يستأنس برأيهم.

موضوع الوزن: يقوم على أساس أن تُقيم الحالة أولاً، ما هي الأسباب؟ ويجب أن تُزال الأسباب إن وجدت، مثلاً هنالك أمراض يعرف عنها أنها تؤدي إلى نقصان الوزن كزيادة إفراز الغدة الدرقية، القلق الشديد، التدخين الكثير، وهنالك حالات أخرى كثيرة تؤدي إلى نقصان الوزن، والاكتئاب النفسي قد يؤدي إلى نقصان الوزن.

فإذًا الخطوة العلاجية الأولى هو أن يُحدد السبب، ويجب على الإنسان ألا يتناول الأدوية التي يُعرف عنها أنها تفتح الشهية دون استشارة طبية، وبعد أن يُحدد السبب ويُزال السبب سوف يرتفع الوزن - إن شاء الله تعالى – ويزيد، وممارسة الرياضة البسيطة المعقولة تساعد في الحيوية الجسدية مما يجعل الإنسان لديه شهية جيدة للطعام، وهذا قد يزيد الوزن، كذلك تنظيم الغذاء وضبطه أيضًا مهم.

وانظر وسائل علاج النحافة: (15937283630225641 - 15189 - 260116).

سؤالك: حول ما هو مفهوم الشخصية القوية وحكمها في الإسلام؟ .. الشخصية عامة تعرف بأنها مجموعة السمات والصفات الوجدانية والعقلية والسلوكية، وحتى الجسدية التي يتمتع بها الإنسان، وهذه السمات تكون متأصلة وثابتة وشاملة، تُميز إنسانا ما وتجعله يختلف من الآخرين فيها، وسمات الشخصية قد تتبدل أو قد تتغير أو قد تتطور، وقد تشتد وقد تنقص، وهنالك أحد عشر نوعا من الشخصية متفق عليها حسب المعايير التشخيصية، لكن يمكن أن يُوصف الإنسان بأي صفة يقبلها مجتمعه وتميزه.

وقطعًا الإسلام يهتم بتطوير شخصية الإنسان وبنائها على أسس وخلق وسمات وصفات وسلوكيات قويمة وقوية ومتطورة نحو ما هو أفضل، وقطعًا المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍّ خير.

بالنسبة لسؤالك حول العين والسحر والحسد وكيفية الوقاية منه؟ إن شاء الله تعالى سوف يفيدك أحد الأخوة المشايخ في هذا الجانب، ومن حيث المنظور النفسي السليم أقول لك: نحن نؤمن بوجود العين والحسد والسحر والمس، لكن هنالك أيضًا توهمات كثيرة هذا الموضوع، وكثير من الأفكار غير المؤصلة وغير الصحيحة بل المشوهة جدًّا انتشرت بين الناس مما أضر بالناس كثيرًا، والمسلم مطالب بأن يؤمن بهذه الظواهر ولكن في ذات الوقت يعرف أن الله خير حافظًا، وأن الإنسان لن يصيبه إلا ما كتب الله له، والمسلم دائمًا يجب أن يكون واعيا حول أهمية الأذكار وتلاوة القرآن والصلاة في وقتها والتوكل على الله، فهي واقيات عظيمة من هذه الأضرار.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

____________________________________________
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
____________________________________________

مرحبًا بك أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أما المسائل الشرعية التي سألت عنها فنُجيبك عنها باختصار، في المسألة الأولى التي هي أكل مال الورثة بغير حق، الجواب أن ذلك حرام، فإنه قد صحت النصوص الكثيرة المانعة من أكل أموال الناس بالباطل، فقد رُويت أحاديث كثيرة في هذا المعنى، بل قد جاء القرآن قبل ذلك بتحريم أكل مال الناس بالباطل، كقوله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} وقد قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه)، فآكل مال الورثة ظلمًا حرام، والظلم ظلمات يوم القيامة كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

أما أخذ الحق من الأخ فيجوز للإنسان أن يأخذ حقه من أخيه أو من غيره من الأقارب، ولم نفهم معنى كلامك بالقوة، ولكننا نقول: أخذ الحق جائز والاعتداء حرام، ولا ينبغي الإساءة في أخذ الحق، وإذا كان الشيء محل نزاع، بمعنى أن الآخر يظن أنه له، فهنا ينبغي رفع الأمر إلى القاضي الشرعي، أو تحكيم شخص يصلح للتحكيم في النظر بين المتخاصمين، ولا ينفرد أحد المتخاصمين بالبتِّ والجزم بأن هذا له.

أما العين والحسد والسحر والمس فنقول: هذه الأشياء لا تضر إلا بقضاء الله تعالى وقدره، فلا ينبغي للإنسان أن يعيش في رعب أن تُصيبه أو أن يتأذى بها، فقد قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) فإذن العين لا تسبق القدر، وقد قال عز وجل في شأن السحر: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} فالمؤمن ينبغي أن يكون رابط الجأش قويًّا بتوكله على الله سبحانه وتعالى، واعتماده عليه، وحسن اعتقاده أنه لا يضره إلا ما قدره الله تعالى له، وقد قال رسولنا - صلى الله عليه وسلم -: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك).

ومع ذلك ينبغي للإنسان أن يتحصن بالأذكار الصباحية والمسائية، وخير ما ندلك عليه كتاب (حصن المسلم) فينبغي أن يكون رفيقك وتعتني بقراءة ما فيه. والرقية الشرعية تنفع بإذن الله تعالى مما نزل ومما لم ينزل.

وأما الشخصية القوية فهذا موضوع الكلام فيه كثير لا يتسع هذا المقام الذي نحن فيه، لبيان ما يتعلق بذلك، ولكن بإمكانك التعرف على جوانب هذا الموضوع من خلال البحوث المنشورة والمبثوثة على مواقع إسلامية كثيرة على الشبكة العنكبوتية، ويكفي في هذه العُجالة أن نقول لك: إن الله تعالى يحب معالي الأمور كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيُحب من أبنائه أن يكونوا في المعالي دائمًا، في أخلاقهم، وفي أدائهم للحقوق، وفي أخذهم للحقوق، وبهذا تتكون لديهم شخصية قوية مؤثرة.

نسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياك تلك المعالي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً