الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك بعلاقة والدي بامرأة في العمل.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود أن أبدأ بشكري لكم, وأن أسال الله سبحانه وتعالى أن يبارك لكم.

أنا شابة بدأت العمل مع أبي, وبعد مدة قصيرة حدثت مشاكل بين أبي وامراة تعمل معنا, حول إدارة العمل، لكن بعد خروجها كان أبي كثيرا ما يحادث أحد العمال سرا, ويتحدث معه حول هذه المرأة.

المشكلة أني تجسست على أبي, وتفطنت أن هناك علاقة بين أبي وبين هذه المرأة, لكني لم أكن متأكدة إن كانت هذه العلاقة تخص أسرار العمل فقط أم تتجاوزها, كأن تكون هناك علاقة من نوع آخر! أحسست بخوف وقلق, تدهورت حالتي النفسية, ولم أجد حلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونحب أن نؤكد لك أن الأصل أن الوالد تُحسني به الظن، وأن توقني أن العلاقة هي علاقة عمل، ونذكرك بحرمة التجسس، ثم نذكرك بضرورة الخروج من هذه الآثار لهذه المخالفة والمعصية، فإن همّ هذا الشيطان أن يُحزن الذين آمنوا، وأن يُباعد بينك وبين الوالد، الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يهديه إلى الحق والصواب.

ونؤكد أن في خروج المرأة أو بُعدها خيرا كثيرا، سواء كانت هناك علاقة أو لم تكن علاقة، فدائمًا وجود المرأة الأجنبية ليس في مصلحة الرجل في مثل هذه الأماكن، طالما كان لها دور في إدارة العمل وغير ذلك من الأمور.

ونحب أن نؤكد لك أن مجيء الوالد بك إلى العمل وكونك تعملين معه، هذا أيضًا من أدلة أنه ليس عنده ما يخاف عليه، وليس عنده ما يحذر منه؛ ولذلك ينبغي أن تظلي على حسن الظن، خاصة وأنت لست متأكدة، وغالبًا ما تكون الأسرار متعلقة بالعمل، لأنها كانت تعمل؛ ولأن الخلاف أيضًا كان حول مسائل العمل، كما أن وجود علاقة من النوع الذي تقصدينه أو أشرت إليه أو لمحت إليه أدعى لأن تستمر في العمل لا إلى أن تترك العمل؛ لأن هذا يدل على أن المسألة وصلت إلى مرحلة مفاصلة وخلاف شديد أدى إلى خروجها من العمل، وفي هذا مصلحة.

وعلى كل حال نحن نتمنى أن تُكثري من الدعاء لوالدك، وأن تقتربي منه، وأن تدخلي إلى حياته، وعندها إن شاء الله ستجدين الخير وستزدادين ثقة في الوالد.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونسعد بالتواصل المستمر مع الموقع، وإفادتنا بالجديد والمفيد؛ لأن المسألة الآن لا تزال مجرد ظنون، ونحن لا نريد أن تستخدموا أسلوب التجسس، ولكن إذا ظهر لك شيء فعلى مثل الشمس فاشهدي، وعندها يمكن أن نتعاون في الوصول إلى الحلول المناسبة.

نسأل الله لنا ولك ولوالدك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً