الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا أفعل ليتخلص طفلي من لبس الحفاظة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي طفل يبلغ من العمر 3 سنوات وشهرين, وهو إلى الآن لا يزال يرتدي الحفاظة -أكرمكم الله- ويرفض التخلص منها, وقد حاولت أن أعلمه الذهاب إلى الحمام -أكرمكم الله- بأن أدخله الحمام مع نزع الحفاظة عنه طوال اليوم, بمعدل كل نصف ساعة في اليوم الأول والثاني؛ لكن دون جدوى.

أحيانا يتبول أو يتغوط -أعزكم الله- في الحمام مرة واحدة بالخطأ, وفي اليوم الثالث أصبح يصرخ حين أريد أن أذهب به إلى الحمام, مع أني في اليوم الثالث أصبحت أدخله الحمام كل ساعتين, بعدها توقفت, ورجعت ألبسه الحفاظة, وتوقفت عن تعليمه؛ لأنه لم يستجب أبدا لدخول الحمام, مع أني صنعت له جدولا, ووضعت له وجوها مبتسمة عندما يعملها في الحمام, وخطأ إن لم يعملها, لكن لم يفد ذلك شيئا.

سؤالي: هل أتوقف عن تعليمه حاليا؟ أم أستخدم أسلوبا آخر معه؟ علما أني لا أفكر في الإنجاب حاليا, وليس لنا سوى هذا الطفل الوحيد.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كي يجف الطفل, ويتعلم مهارة الدخول للحمام؛ لا بد له من أمرين:

الأول: هو نضجه الفيسيولوجي, بحيث تنمو الأعصاب التي تتصل بالمثانة والشرج، من أجل أن يستطيع التحكم بهما، ويتوقف هذا على المرحلة العمرية، ودرجة تطور ونمو الطفل.

والثاني: التدريب، وهو الذي تحاولين القيام به.

وربما طفلك عنده كلا الأمرين, إلا أنه ولسبب ما فإن التبول اللاإرادي -وأحيانا التغوط- مستمر عنده, والأسباب في الغالبية العظمى من الحالات هي أسباب نفسية، من دون أي مرض أو أذى عضوي, فيمكن في بعض الحالات أن يكون هذا بسبب بعض الصعوبات أو التحديات في حياة الطفل، وهي غير ظاهرة للعيان، كالخوف من أمر ما، أو مشكلة علاقات مع أصدقائه في الروضة -إن كان يذهب-، وطبعاً لا يفيد مجرد سؤال طفلك إن كانت هناك أي من هذه الصعوبات، فهو إما غير مدرك تماماً للأمر، أو يصعب عليه الحديث عن الأمر طالما هو موضوع عواطف ومشاعر، وخاصة أنه في هذا السن.

والأنفع له عدة أمور منها:

• طبعا يجب أن نطمئن أنفسنا -وهذا شيء أكيد ولا شك فيه- أنه يفعل هذا بشكل لا إرادي، وهو لا شك أول إنسان في هذا العالم يتمنى لو تنتهي هذه المشكلة، وهذه النقطة جدا هامة؛ لأنها تؤثر كليا على موقفنا, وتعاملنا معه.

• لا بد من تخفيف التوتر الذي يحيط بهذا الموضوع, فالتوتر لا يفيد كثيرا، وإنما قد يزيد المشكلة تعقيدا, بحيث تصبح مشكلة مزمنة.

• أريد منك، ولمدة ثلاثة إلى ستة أشهر قادمة، ألا تشيري له لا من قريب ولا من بعيد لمشكلة التبول هذه، وتتعاملين معه وكأنه لا توجد عنده هذه المشكلة، والسؤال الكبير هل تستطيعين هذا؟ أرجو ذلك، فهذه نقطة أساسية في مساعدته على التخلص من الأمر.

• في اليوم الذي يكون فيه جافا، امدحيه, وعززي عنده ثقته بنفسه، وبأنه قادر، وكما تفعلين الآن، ولا أنصحك بالتوقف عن تشجيعه وتدريبه، وفي اليوم الذي يكون فيه متبللا، حاولي أن تتجاهلي هذا الأمر بالكلية، وكأن شيئا لم يحدث، ويبقى التحدي الكبير هو: هل تستطيعين أنت فعل هذا الأمر؟ لا شك أنه صعب في البداية، إلا أن الأمر يتحسن مع الوقت.

• يفيد جدا أن تعتقدي جازمة بأن طفلك سيتجاوز هذه المشكلة، وكلما كنت أنت والأسرة وطفلك أكثر اطمئنانا لهذا؛ سيحدث التغيير في وقت أسرع، ولكن من المهم جدا أن لا نتسرع هذا الأمر.

وفقك الله وحفظ طفلك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هيام

    أنا أيضا متفقة على الر د دة أنا بعا نى من المو ضوع دة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً