الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحباط وخمول وتأخير للأعمال وتسويف.. كيف أتغير وأنظم وقتي؟

السؤال

قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} والإدارة والعزيمة أعتقد أنه علاج مشكلتي، لقد تعودت على الكسل والخمول، وأريد أن أتغير، ولا أستطيع أن أذهب إلى العمل 4 أيام في الأسبوع في يوم إجازتي أستيقظ، ثم أذهب للنوم ثانية، فيبدأ يومي متأخرًا اليوم مثلاً قررت تنظيف المطبخ، وكنت سعيدة، وأنا أعمل وشعرت بالضيق والإحباط؛ لأن ابني قرب ميعاد رجوعه، ولم أنته، وأريد فعل أشياء أخرى قبل أن يأتي وبدأت بعمل آخر بعد مجيئه، ولكن وجدت نفسي أشعر بضيق شديد، وإحباط فهربت بالنوم، وتركت كل شيء.

عموما أنا بطيئة في إنجاز الأعمال، هذه القصة تتكرر معي كثيرًا يوم الجمعة، تعودت على نمط معين يتكرر أستيقظ وأفكر في مشكلة تؤرقني، أشعر بصداع، لا أنجز شيئا، حتى سميته صداعا يوم الجمعة، أكره أدوية الاكتئاب، وأخاف منها بشدة، ولم آخذ شيئًا، فقد كتبت لكم من قبل مما يضيع علي الكثير من الوقت، مثلاً لو تحدثنا في أي موضوع عادي يتكرر الكلام في ذهني كثيرًا ويضيع الكثير من الوقت ماذا أفعل؟ أريد أن أتغير ولكني لا أتغير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يقول الله تعالى:{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، هذه الآية دليل قاطع أن المتكاسل، أو المتهاون، أو الذي ليس له الدافعية يجب أن يعرف بأن الله تعالى قد حباه بكل الطاقات التي يمكن أن يتغير من خلالها، هذه الطاقات متواجدة حبيسة في دواخلنا، وتخرج من خلال الإصرار والعزيمة، وأن يكون الإنسان مهتما بها دائمًا، هذا هو المفهوم المهم، والذي يجب استيعابه، أنا لا أعتبرك مريضة نفسيًا، نعم لديك بعض أعراض الاكتئاب البسيط، لكنه سهل.

أنت محتاجة لتحفيز داخلي، محتاجة إلى الصراحة مع نفسك، ارسمي مثلثًا اكتبي على ضلعه الأول أفكاري، وعلى ضلعه الثاني أفعالي، وعلى ضلعه الثالث مشاعري، يعرف أن أفكار الإنسان ومشاعره هي التي تدفعه نحو أفعاله، أنت في حالتك الأفكار سلبية، والمشاعر محبطة، فما الحل؟ الحل هو أن تصري وتقومي بأفعال مهما كانت الظروف، حددي أي فعل، حددي له وقتاً، وأصري على تنفيذه وبتكرار هذه المنهجية سوف تتغير المشاعر؛ لأن الإنسان بطبعه إذا أنجز شيئاً يحس بارتياح داخلي، وهذا نسميه المردود الإيجابي الداخلي، المردود الإيجابي الداخلي بتكراره والإصرار عليه يؤدي إلى تحول كامل في المشاعر والأفكار، عملية في غاية البساطة لمن أراد أن يتغير، وهذا هو المنهج الذي يجب أن تتبعيه، حُسن إدارة الوقت، من المتطلبات الرئيسية التفكر والتدبر، والتأمل، والتخطيط للمستقبل بصورة واقعية ومتفائلة، وطموحة مهم من أجل النجاح.

لا أعتقد أنك محتاجة إلى أدوية، أنت فقط محتاجة إلى الإصرار والعزيمة، وأن تطبقي ما ذكرته لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا زوزو

    اولا يجب على الانسان ان يقتنع بنفسه وقدراته وان لا يضع اهدافا مستحيلة لا تتماشى مع دينه اولا ثم قدراته الذهنية والجسدية فليس من المهم ان يكون الانسان نجما ساطعا او شخصية فذة او جسدا لا يقهر صحيح انه بجب الا نتكاسل ولاكن ليس واجبا ان نجاري اولئك العظماء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً