الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب وخوف وتفكير دائم في الموت، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا آنسة بعمر 27سنة تقريبا، حصلت لي ظروف وفاة في عائلتي أكثر من شخص، فولد ذلك ردة فعل غير طبيعية، حيث إنني عندما فجعت بالخبر لم أستطع البكاء، وبقيت صامتة لمدة سنة، وكلما حاولت البكاء لا أستطيع!

في الواقع أتألم من داخلي، لدرجة رهيبة، أثر ذلك على صحتي بشكل ملحوظ، وذبل وجهي وزاد فقر الدم عندي، وأصبت بحالات خفقان وتعب، لدرجة تقارب من فقدان الوعي.

انعدم توازني، ومع مرور الأيام لاحظت خصال الشيب تظهر لي في شعري بشكل مفاجئ، كل هذا أثر على نفسيتي، وأصابني بالاكتئاب لدرجة صرت أفكر في الموت وأحلم بأحلام غريبة! وكل حلم أفسره بالموت، فأثر ذلك على عملي وأدائي، وتعاملي مع طالباتي ومجتمعي.

أنا مخطوبة، وأحاول التراجع عن الزواج، وأشعر أنه لا فائدة منه طالما أن النهاية هي الفناء، وأحيانا أخشى على كل من حولي، وأخاف فقدهم، لكن أواجه هذا الطلب بالرفض من والدي.

انصحوني جزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الألم النفسي الذي تعانين منه كما تفضلت وذكرت جعلك لم تعبري عن أحزانك بصورة صحيحة.

هنالك فرق بين الكتمان وبين الصبر، لا شك أن الصبر عند الصدمة الأولى – كما قال النبي صلى الله عليه وسلم – لكن بعض الناس يلجئون لشيء من الكتمان والنكران لوقع الحدث ذاته دون أن يقصد ذلك، عمومًا نسأل الله تعالى الرحمة لموتاك وموتى المسلمين وموتانا جميعًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه المشاعر التي تنتابك الآن هي مشاعر قلقية اكتئابية، مع شيء من الاستحواذ الوسواسي على مستوى التفكير.

قولك: لا فائدة منه طالما أن النهاية هي الفناء. لا توجد نهاية وفناء، بل هي حياة طيبة في جنات النعيم للذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ فيا أيتهَا الكريمة: مفهوم الفناء ليس مفهومًا صحيحًا، وأنا أعرف أنك لم تقصدي المعنى الذي يؤمن به من هم غير المسلمين، الذين قالوا: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يُهلكنا إلا الدهر} والذين قالوا: {لقد وُعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين}.

أنت تقومين بعمل طيب وجميل، وهو التعليم، والمعلم بالرغم من أنه فقد الكثير من قيمته في زماننا الحاضر، إلا أنني أعتبرها من أرقى ومن أفضل ومن أنفع الوظائف التي يجب أن تُشعر صاحبها بالرضا، ويجب أن يجعلك تُدركين نفسك بصورة أفضل.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت محتاجة لعلاج بسيط جدًّا، علاج دوائي، ربما يكون من الأفضل أن تذهبي لمقابلة الطبيب النفسي، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فأرى أن عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك)، ويسمى علميًا باسم (فلوكستين) سيكون جيدًا لحالتك، وكذلك يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) أيضًا دواء ممتاز، وفي كلا الدواءين تحتاجين لجرعة بسيطة ولمدة قصيرة.

ربما أفضل السيرترالين، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً – أي نصف حبة – استمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن العلاج.

ما ننصح به للأخوة والأخوات وننصحك به أيضًا، هو التمسك بحبل الله المتين، وممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، وإدارة الوقت بصورة ممتازة، وتطبيق تمارين الاسترخاء (2136015).

قطعًا أن تعيش حياة صحية هذا أمر ضروري، والتوازن الغذائي مطلوب في حالتك، خاصة أنك ربما تعانين من فقر الدم، هذا علاجه سيكون سهلاً جدًّا، ومراجعة الطبيب مهمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً