الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الموت قلب حياتي!

السؤال

السلام عليكم

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا، وأمدكم بالصحة.

أنا فتاة عمري 19 عاما، أتتني حالة قلبت حياتي، أشعر أن حياتي انتهت، أخاف الخروج من المنزل بشكل غير طبيعي، أخاف الذهاب للزيارات العائلية، لأن فكرة أن أموت عندهم أو أن أدوخ أو أسقط تسيطر علي جدا، فلا أستطيع الذهاب حتى أني تركت جامعتي، لا أشعر بالأمان سوى في المنزل، صرت أكره الابتعاد عنه، وإذا ذهبت أريد أحدا من أهلي أن يرافقني، فكيف أغير هذا الشيء؟

أيضا أخاف موت أهلي خصوصا والداي بشكل جنوني، حيث إني رأيت الشيب بأبي وخفت وبكيت، عمره 45 عاما، وإذا اشتكى والداي من أي شيء يأتي في بالي سرطان أو مرض خطير، إذا قررنا عمل شيء أقول سأموت وأنا لم أشاهده، وأتخيل أقوال الناس وأنهم سيقولون (مسكينة ماتت قبل أن تتم أمرها) أشعر بتحطم إذا ذكرت الموت، أقول: لماذا ندرس؟ لماذا نأكل؟ لماذا نقيم حياتنا ونحن سنموت؟ أفكر في الموت وما يتبعه وأهوال القيامة وأجزع جدا.

أريد العودة كالسابق، كنت مرحة ومتفاعلة واجتماعية جدا، وشخصيتي جميلة، فما الذي غيرني؟ أريد المساعدة فالحزن يملأ قلبي من حالي، علما أني أتناول السبرالكس 10 مل، وتحسنت ولكن المخاوف لا زالت موجودة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعانين منه هو المخاوف الوسواسية، أو وساوس المخاوف – كما يسميه البعض –، وهي بالفعل حالة تعطي شعورًا سخيفًا، لأن الإنسان دائمًا يكون فكره مشدودًا نحو المستقبل بصورة تشاؤمية، ويكون الفكر الاستباقي مسيطرا، وكله يقوم على الخوف.

مثل هذا الفكر - أيتها الفاضلة الكريمة - يجب أن تقللي منه من خلال تجاهله، والإصرار وإقناع نفسك على أنه وسواس، وبالفعل هو وسواس ومخاوف، ومخاوفك حول الموت وأنه سوف يطال والديك... وشيء من هذا القبيل، هذه كلها مخاوف سخيفة، تعاملي معها على هذا النمط، أنها وساوس سخيفة. الموت واقع لا محالة في ذلك، أسأل الله تعالى أن يطيل عمر والديك في عمل الخير، اعتمدي على الله، وتوكلي عليه، وتذكري أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، اجتهدي في دراستك، كوني مواظبة على التواصل الاجتماعي الفعال، مع الصالحات من الفتيات، وارسمي لنفسك مستقبلاً أكاديميًا ودراسيًا فعّالاً. هذا هو الذي يفيدك، ويصرف عنك - إن شاء الله تعالى – هذه الأعراض التي تعانين منها.

السبرالكس علاج رائع، علاج فعّال، علاج ممتاز. بعد مُضي شهرين من بداية العلاج ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا، وهذه هي الجرعة التي يعرف عنها أنها فعالة، وتقضي - إن شاء الله تعالى – على المخاوف، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة واجعليها مرة أخرى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول السبرالكس.

تمارين الاسترخاء التي دائمًا ننصح بها تفيد كثيرًا في مثل حالتك، فعليك أن ترجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015)، فيها توجيهات وإرشادات نحسب أنها مفيدة، فأرجو الاطلاع عليها بدقة وتطبيقها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً