الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتحكم بضحكتي أمام إخواني الصغار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عندي مشكلتان: الأولى: أنا كثير التبسم طبعًا أعرف أن هذا الشي جيد، لكن الشيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، فأنا دائم التبسم، وحتى لو مثلاً عصبت على أخي الصغير يقول لي: اضحك، وفورًا أضحك، حتى صرت معروفًا عند الأهل بعدم القدرة على التحكم ببسمتي وضحكتي، وضعفت هيبتي قدام إخواني الصغار، والسبب الضحكة اللا إرادية.

الثانية: أني أريد أن أثبت نفسي قدام كل العالم أني أستطيع أن أعمل كثيرًا من الأشياء لكن العادات والتقاليد تقيدني فأنا سعودي وبدوي، أريد أن يُعتمد عليّ، وإن قلت كلمة يصدقون أني سأنفذها.


أريد حلاً سريعاً ومفيداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

ليس هناك تعارض بين أن تبتسم، وبين أن تكون حازمًا مع بعض الجدية، وربما مساعيك بتغيير نفسك، بحيث لا تبتسم إنما هو ركض وراء السراب، وقد لا تستطيع تحقيقه، وإنما اسع أن تتحكم بابتسامتك، بحيث تخفف منها، أو تجعلها تترافق مع بعض الأعمال الجدية أو الحازمة.

عندي شعور أنها ليست فقط الابتسامة، وإنما ما يرافقها من الدعابة أو النكتة، ولعلك كنت في الماضي ممن يكثر المزاح والتنكيت، وأنا أعرف عددًا من الناس ممن عنده مثل صعوبتك، ولكن سببها ليس الابتسامة بحدّ ذاتها، وإنما ما يرافقها من مزاح، الأمر الذي يمكنك أن تخفف منه ما استطعت، بحيث تميل أكثر للجدية في التعامل.

وربما الأسهل عليك هو أن تحاول أن تثبت لمن حولك، وليس بالضرورة لكل العالم، أنك عندما تقول كلمة ما فأنت ملتزم بتحقيقها، وحاول أن تبدأ بأمر واحد صغير نسبيًا، لتثبت لنفسك أولا، ومن ثم للآخرين، بأنك عند كلمتك، وبأنك إذا وعدت بأمر فأنت تنفذه، ما لم يكن معصية، أو فيه ضرر لنفسك أو للآخرين، فعندها التراجع عن الخطأ فضيلة.

وربما يفيدك كثيرًا أن تركز على السلوك أكثر من تركيزك على ملامح وجهك، فالأول أسهل لك أن تسيطر عليه من تغيير ملامح وجهك، أو محو الابتسامة منه.

وطبعا أنت تعرف فضل أن تكون البسمة مرتسمة على وجهك، وأن هذه نعمة عظيمة من الله تعالى، ولكن وكما ورد في سؤالك أن يبقى الأمر ضمن الحدود المعقولة.

فالخلاصة أن تبقي الابتسامة على وجهك، ولكن خفف من المزاح والتنكيت، وحاول أكثر أن تثبت جديتك من خلال التزام كلمتك ووعودك مع نفسك ومع الآخرين.

وفقك الله، ويسّر لك ما تريد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً