الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقتي بنفسي قليلة وأعاتب نفسي كثيرًا.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 23 سنة، مقبلة على الزواج، ولكن شخصيتي ضعيفة جدًا، وأحس أن الذين حولي يضحكون علي وينظرون إلي نظرة دونية، ما عندي ثقة بطبخي، وأحس أن كل شيء أعمله غلط، وأن الناس سيضحكون عليّ، لا أعرف كيف أتصرف أبدا؟ إذا دخلت بموقف، دائمًا أندم، وأعاتب نفسي كثيرًا، وأتحدث مع نفسي، وأتخيل أن هناك أحدًا يكلمني ويتفاعل معي، أحس أني صرت مجنونة، ما هو الحل؟

أعاني أيضًا من مشكلة صوتي ضعيف، ويصاحبه بحة وكأني مخنوقة، أحرجني كثيرًا حتى أني صرت بسببه انطوئية، ولا أشارك الناس الكلام، دائمًا هادئة، والبعض يستهزئ، ويقلدني، فهل هناك علاج أم هذه خلقتي ولن أتغير؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المجروحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

نعم يمكن لضعف الثقة بالنفس أن تجعل الإنسان يتراجع عن الكثير من مواقع الحياة، ومما يزيده ارتباكا أنه يشعر بضعف الثقة بالنفس، هذه مما يزيده ارتباكا أمام الآخرين، وهكذا حتى يدخل في دائرة معيبة.

وربما مشكلة الثقة بالنفس هي الأساسية عندك، وبغض النظر عن ضعف صوتك، فالثقة بالنفس تعطيك القوة اللازمة مهما كان صوتك ضعيفًا.

طبعًا ليس هناك إنسان عنده ثقة كاملة بالنفس، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي، والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعا ما عندما يكون أمام تحد جديد، كأن يكون مثلاً مثلك مقبل على الزواج.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئني فأنت بمجرد الكتابة إلينا فقد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن يشعر الإنسان بأنه يحتاج لرفع الثقة بالنفس.

حاولي أن تتعرفي إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو لوجود من يكثر انتقادك؛ لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، فبمجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من هذا الضعف.

ومما يعزز الثقة بالنفس هو تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهذا في منتهى الأهمية، هل أنت جيدة مثلا في عمل، أو هواية ما، وهل تتحلين مثلا بالروح المرحة...

اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم يزيد من ثقتك بنفسك {ولئن شكرتم لأزيدنكم}.

حاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وأن تقدّري ما عند الآخرين فهذا مما يعزز ثقتك في نفسك.

ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، فهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس.

وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكريه عليه بعد شكر الله تعالى.

وتذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح آخر، وزيادة الثقة بالنفس ولو قليلا يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

وفقك الله في زواجك المقبل، وكتب لك النجاح في الدارين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً