الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اضطرابات في البطن ونوبات هلع وخوف، فما تشخيصكم والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأفاضل: ليس لي -بعد الله- غيركم، أرجو الاهتمام بأمري، فأنا كنت أعاني من نوبات هلع، عانيت منها كثيرا وتناولت عقار سيروكسات، وتحسنت حالتي بنسبة 90 %.

الفترة الماضية عانيت من حالة أتعبتني كثيرا، أشعر أن صدري امتلأ هواءً -وأعزكم الله عن التجشؤ- يخرج الطعام إلي فمي، أشعر بحموضة وأحيانا عند التجشؤ أشعر أن ماءً خرج من بطني إلي صدري، ولا أستطيع التنفس، وهذا الماء حارق جدا، وغازات البطن أتعبتني لدرجة أني أحيانا أعاني من ضيق تنفس وألم في صدري، رغم -الحمد لله- سلامة الفحص الطبي تطورت الحالة معي.

الآن بي توهم أمراض، ثم خوف من الرؤى إلي ما لا يحمد تفسيرها، أشعر أني إن نمت سوف أرى رؤيا سيئة، ثم تطور الأمر إلي خوف مفاجئ وتنميل في الجسم، مع الشعور بالسقوط أثناء المشي؛ خصوصا بعد تناول الطعام بعد جوع، أشعر أني أسقط على الأرض وأنا واقف على قدمي، أو عند الصلاة أشعر أني سوف أسقط، وأشعر بضيق تنفس، وأحيانا أشعر بتنميل سريع جدا يبدأ من مؤخرة رأسي وحتي قدمي، لكن التنميل من الخلف مرورا بظهري!

باختصار: عندي بوادر نوبات هلع لا أريد أن تعود لي.

أسألكم بالله أن تجيبوا عن أسئلتي كلها، أنا في أمس الحاجة للمساعدة:

1: هل خوفي من الرؤى المكروهة يجعل للشيطان مدخلاً ليحزنني؛ حيث إني فعلا أرى ما يحزنني كثيرا ولم أكن هكذا من قبل؛ لكن من بعد حالتي زادت عندي، والسبب في تدهور حالتي من البداية حلم أيضاً؟

2: هل التنميلات المفاجئة التي تحدث لي من الحالة النفسية التي أعاني منها منذ أكثر من سنتين؟

3: هل يمكن أن أكون مصاباً بارتجاع مريء؟ للعلم: أعاني من قولون عصبي بسبب حالتي وغازات البطن، وأعاني من كتمة في البطن، وأتجشأ بصعوبة، وأحيانا لا أتجشأ إلا بعد تناول فوار مباشرة.

4: هل خوفي من تعلق ابنتي بي أو معاملة إخوتي معاملة طيبة -وكأني أودعهم- حالة نفسية؟ وهل حالة الحزن التي تصيبني فجأة وخوف ووساوس -كلما أريد تحقير الفكرة أتذكر أحلامي المحزنة- كما لو يوجد من يذكرني بها؟ وأيضا أرى كوابيس مخيفة! الغريب أني لم أكن هكذا من قبل؟

5: أنا من قبل زرت أطباء نفسيين، وعندي عبوات من سيبرالكس 10 مل لم أستخدمها من قبل وصالحة، أشعر برغبة في تناول سيبرالكس، فهل تنصحونني بتناوله؟

أسألكم بالله الاهتمام برسالتي، أنا في أمس الحاجة لنصيحتكم، على الرغم من نسياني لأعراض كثيرة لا أتذكرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: بصفة عامة أعراضك هي الأعراض النفسوجسدية، ومن الواضح أن القلق الوسواسي ينتابك من وقت لآخر، الخطوة العملية: أرى أن تذهب وتقابل طبيب الأعصاب للتأكد من موضوع التنميل والذي استمر معك لقرابة العامين، غالباً سببه هو القلق والتوتر الذي تعاني منه، لكن أيضاً التأكد من خلال مقابلة الطبيب مهم، وإن رأى الطبيب أن هنالك ضرورة لإجراء تخطيط للعصب، أو عمل صورة مقطعية ،أو بالرنين المغناطيسي؛ فسوف يقوم بذلك.

أخي: لا تنزعج لكلامي هذا أبداً، هذا مجرد حرص وتأكيد لثوابت الجودة الطبية.

بالنسبة لموضوع الرؤى المكروهة والأحلام المزعجة؛ أخي الكريم: أعتقد أن اتباع ما ورد في السنة هو الأفضل دائماً، أن يتجاهلها الإنسان، يستعيذ بالله تعالى من الشيطان، وأن لا يحكيها، وأن يتفل عن شقه الأيسر ثلاثاً، هي مجرد نوع من الوساوس، وانظر علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975 - 278937).

التنميلات -كما ذكرت لك-؛ قد تكون مرتبطة بالحالة النفسية وهذا هو الأغلب، لكن يحتاج الأمر لشيء من الاستقصاء حول بعض الأمراض العضوية، الإصابة بارتجاع المريء والقولون العصبي شائعة جداً، وربما يكون بك شيء من هذا، والتجشؤ أيضاً هو واحد من الأعراض النفسوجسدية التي نشاهدها كثيراً، خوفك من تعلق ابنتك بك أو معاملة أخوتك معاملة طيبة هو نوع من الشعور الوجداني، لكنه لا يخلو من صياغة وسواسية.

أيها الفاضل الكريم: أعتقد أنك محتاج بالفعل لأن تمارس الرياضة بكثافة، والحرص الشديد عليها، لأنها سوف تفيدك كثيراً في الأعراض النفسوجسدية، تنظيم الوقت مطلوب، التطور المهني والتواصل الاجتماعي، هذه تصرف انتباهك تماماً عن هذه الأعراض.

أما بالنسبة للأدوية: فبعد أن تقابل الطبيب؛ عقار سبرالكس أراه جيداً جداً، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بـ 5 مليجرام؛ أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناولها بانتظام لمدة شهر، ثم اجعلها حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

وسيكون من الأفضل أن تدعمه بعقار سلبرايد، والذي يعرف باسم دوجماتيل، وهو دواء ممتاز جداً لأعراض النفسوجسدية، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، عبوة الكبسولة هي 50 مليجراماً، تناولها لمدة شهرين.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت فلان

    نفس الحاله زياده عليها الخفقان وعدم الاهتمام بالنفس والواجبات

  • اليمن عبد الرحمن فضل الامير

    اخي اذاكانت حالتك قلق منذات نفسك واكتاءب من ذات نفسك
    فهاذا علاجهو الهدواء وعدم التوتر
    اما اذاكان غير طبيعي مثل ان يكون
    حاله مفاجءه فهاذا علاجه اليكون با القران الكريم والمحافظه على الصلاه في المسجد وكذلك المحافظه على الاذكار والدعاء قال الله تعالى ادعوني استجبلكم وكذالك ايضن الوالدين عليك بطاعتهما والصدقه
    داوو مرضاكم با الصدقه
    هاذا ما عندي انا لاني مرت بي حالت الاكتاءب والضيق والقلق غير الطبيعي فكان علاجه با القراءن الكريم اي الرقيه الشرعيه عند الراقيين لا المشعوذين والسلام ورحمت الله وبركاته عليك وعلى دكتورنا الفاضل محمد عبد العليم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً