الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الخطوبة بعد فشل الخطوبة الأولى، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله خيرا دكتور محمد عبد العليم.

دكتور محمد: في رسالتي رقم: (2224905) أنا لا أعاني بتاتا الآن من الوسواس العدواني، فلقد تغلبت عليه في مرحلة الثانوية بدون علاج, ولم يرجع -ولله الحمد- حتى الآن، والذي أعاني منه هو الخوف من الفشل، والتردد في مسألة الخطوبة بعد فشل الخطوبة الأولى، علما أن هذا الشعور لم يكن موجودا معي في الخطوبة الأولى، والتفكير المستمر في فشل الخطوبة القادمة مع التردد، هذا الذي أعاني منه الآن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صهيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك -أيها الفاضل الكريم- على توضيحك الذي ذكرته لي، وبالفعل أنت -بفضل من لله تعالى- تغلبت على الوساوس العدوانية التي كانت تنتابك في المرحلة الثانوية، وما تعانيه الآن هو خوف من الفشل وشيء من التردد في مسألة الخطوبة -كما ذكرت- وهذا بعد تجربتك الأولى التي لم تكن موفقة.

أيها -الفاضل الكريم-: الخوف من الفشل والتردد في بعض الأحيان يكون ذا صيغة وسواسية، والخوف هو أصلاً قلق، والقلق له صلة بالوساوس، أنا لا أقول إن حالتك الآن هي حالة وسواسية مئة في المئة، لكن قطعاً تحمل بعض سمات الوسواس، لأنك استسلمت بعض الشيء للقلق التوقعي الافتراضي، الوسواس دائماً يطارد الناس من هذه الزاوية.

الذي أراه -أيها الفاضل الكريم- أن تناقش وضعك بشيء من المنطق، الإنسان إذا فشل في تجربة ليس من الضروري أن يفشل في تجربة أخرى، ويا أيها الفاضل الكريم: الإنسان يجب أن يحاول وأن يحاول، وحتى الذين فشلوا كانوا قريباً جداً من النجاح لكنهم لم يستمروا في محاولاتهم.

بخصوص موضوع الخطوبة: استشر واستخر، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة، وأعتقد أن هذا المنهج التفكيري سيكون حاسماً جداً بالنسبة لك ويحل مشكلتك، وأنا أرى أنه لا مانع أبدًا من أن تغلق على التردد الوسواسي من خلال تناول عقار (بروزاك - فلوكستين) بجرعة كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

في مصر يوجد مستحضر جيد إن شاء الله (فلوزاك) وأنا أراه سيكون مناسباً جداً بالنسبة لحالتك.

إن شاء الله تعالى سوف تنجح في خطوبتك، وما مضى قد مضى، والمهم هو الحاضر وما سوف يأتي، والإنسان يعيش دائماً مستقبله على الأمل والرجاء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات