الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أمراض مزمنة بالإضافة إلى وسواس قهري فكري، أريد نصيحتكم.

السؤال

السلام عليكم

منذ 5 سنوات وأنا أعاني من أمراض مزمنة عديدة: كالإمساك، وغازات في المعدة، وصداع نصفي، والتهاب في المفاصل، وأمراض تناسلية، وآلام في العمود الفقري، بالإضافة إلى وساوس قهرية، وبرودة أطراف، وآلام في الأسنان، وأرق، وكسل، ونسيان، وعدم قدرة على التركيز، وضعف شهية، وغيرها.

ذهبت إلى طبيب نفسي منذ 3 سنوات، وشخّص الحالة بأنها: وسواس قهري بالفكر، تعالجت بالأدوية ولم أستفد شيئاً، ولكني بدأت أشعر أنها أعراض عين؛ فقمت برقية نفسي مرات عديدة، ولم أشفَ، ولكن عندما أقرأ القرآن أضطرب، وأشعر بشيء يتحرك داخل جسدي، وهو كالهواء، ويزيد صدري ضيقاً.

أفتوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يعجل لك بالعافية والشفاء.

اعلم أيها الحبيب أن كل بلاء ينزل بالمؤمن فهو خير له؛ فإن الله -تعالى- لا يقدّر المصائب على الإنسان سدى؛ فالبلاء يكفر السيئات، ويرفع الدرجات، (ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة)، كما ورد بذلك الحديث، فقابل أقدار الله -تعالى- المؤلمة بالصبر والاحتساب، وحاول أن تأخذ بالأسباب لدفعها؛ فإن ذلك من جملة أقدار الله.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تداووا عباد الله...)، وقد أحسنت بالذهاب إلى الطبيب، وينبغي أن لا تيأس من رحمة الله -تعالى-، فعاود كرّاتٍ ومرّات، واستشفِ بكتاب الله -تعالى- وبالرقية الشرعية؛ فإنها تنفع مما نزل ومما لم ينزل.

وقد أحسنت حين قررت أن ترقي نفسك بنفسك؛ فإن دعاءك -أنت المصاب- ربما يكون أقرب إلى الإجابة من دعاء غيرك؛ فإن الله -تعالى- عند المنكسرة قلوبهم، كما جاءت بذلك الأحاديث، فكرر الرقية الشرعية، اقرأ القرآن، لا سيما سورة البقرة، وخصوصاً آية الكرسي والآيتين الآخيرتين منها، والمعوذتين وقل هو الله أحد، والفاتحة، وأوائل سورة الصافات، والقرآن كله نافع، اقرأ ذلك في يدك وانفث على جسدك، واقرأه في الماء واشربه، واقرأه على ماء واغتسل به.

ولا بأس بأن تستعين بمن يحسن الرقية الشرعية من أهل الثقة المستقيمين على السنة، البعيدين عن الدجل والشعوذة، واصبر على ما يقدّره الله -تعالى- عليك؛ فلكل أجل كتاب.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسر أمورك، ويعجل لك بالعافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً