الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الهلع وانخفاض الضغط، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم

منذ حوالي عامين جاءتني نوبات من الهلع، وكانت تأتي وقت الفجر، تناولت سبرالكس لمدة 3 شهور وعافاني الله من الهلع، ثم أتتني نفس الحالة العام الماضي؛ نظرا لظروف نفسية كنت أمر بها، تناولت سبرالكس أيضا لمدة 3 شهور، ثم شفيت.

والآن تأتيني نفس الحالة، ولكني تعلمت كيف أتغلب عليها بالتفكير الإيجابي، ومحادثة نفسي بأنها مجرد أوهام وليست حقيقة، ولكن ما يؤرقني الآن هو انخفاض الضغط الانتصابي.

علما بأني عملت تحاليل وأشعة وكلها سليمة، مع العلم أني أعيش وحدي في دولة عربية غريبا عن أسرتي؛ بسبب العمل.

وللعلم إن ضغطي الطبيعي 110/70 فما هو الحل؛ لأن انخفاض الضغط يحدث صباحا، ويؤثر على عملي بشدة، وأدوية رفع الضغط تسبب لي سرعة بضربات القلب، وانزعاج؟

وجزاكم الله خير الجزاء لما تقدموه للمسلمين من خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن لديك معلومات جيدة عن مرض الهلع: panic disorder، وهي حالة من الخوف الشديد وضيق التنفس والخوف الشديد من الموت، وهى حالة نفسية تنتاب المريض نتيجة لتعرضه لحادث مرعب أو مؤلم، وهذه التجربة تؤدي إلى خلل في وظائف هرمون مهم جدا موجود في المخ لتوصيل الإشارات العصبية، وهو هرمون السيروتينين.

ويصاحب ذلك الشعور خفقان كبير على مستوى القلب، ورغبة في التقيؤ، وإحساس شديد بالحرارة أو البرودة التي تكتسح الجسم، وفي بعض الأحيان يكون ذلك مصحوبا بدوار، ويتخلل كل هذه الأعراض هلع شديد، وانطباع لدى المريض بأن الموت يقترب منه، وبأن مكروها سوف يلحق به.

ونوبات الهلع هذه تتعلق أولا وأساسا بأسباب نفسية, وغالبا ما تظهر لأول مرة بعد حادثة بعينها، أو إحباط يعيشه الشخص؛ ولذلك -وكما ذكرت- فإن العلاج المعرفي، مع التفكير الإيجابي؛ يساعد كثيرا في علاج تلك الحالة، مع تناول سبراليكس cebralex 20 mg يوميا لمدة لا تقل عن 6 شهور؛ للتخفيف من حدة نوبات الهلع وعلاجها تماما.

ونقص شرب الماء والسوائل، بالإضافة إلى نقص فيتامين (د) والأنيميا؛ يساعد على هبوط الدورة الدموية، وهذا الهبوط يؤدي إلى حالة الدوار والدوخة عند القيام المفاجئ من وضع الرقاد، أو وضع الجلوس؛ ولذلك يجب قياس الضغط، وفي حالة هبوطه يجب تناول السوائل والمخللات لرفع نسبة الضغط إلى القيم المطلوبة، وهي قريبة من 120 / 80 أو أقل قليلا.

ويمكنك تناول حبوب ferose F مرتين يوميا؛ لتقوية الدم، مع تناول كبسولة فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة 4 شهور، مع التغذية الجيدة، ولا مانع من تناول كبسولات رويال جيلي، وكبسولات أوميجا 3 واحدة يوميا من كل نوع؛ لتقوية المناعة، وإمداد الجسم بما يحتاجه من الفيتامينات والأملاح المعدنية.

مع العمل بقوة على إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية طويلة الأمد، ومن خلال ممارسة الرياضة مثل: المشي والركض الذي يحسن من الحالة المزاجية والنفسية، مع التعود على الورد القرآني اليومي، والالتزام بمواعيد الصلاة والأذكار، وأداء الواجبات المطلوبة، وبر الوالدين ورضاهما، كذلك فإن الصلاة والدعاء وقراءة القرآن والذكر عموما كعوامل للتغلب على المشاكل النفسية عموما، وتحقيق التناغم الداخلي؛ من الأهمية بمكان، يقول الله عز وجل: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً