الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السمنة أثرت على حالتي النفسية والجسدية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

من بداية صغري وأنا أعاني من السمنة، وتطور الأمر إلى أن كبرت وزادت السمنة، وأصبحت سمنة مفرطة، وأثر ذلك على حالتي النفسية، فأصبحت لا أثق بنفسي، وكذلك لا أتقبل أحدا، وأصبحت غير اجتماعية، ولا أدخل بأحاديث مع الناس.

وحاولت أن أخفض وزني، وكلما خفضته سرعان ما يزيد، ولا توجد لدي إرادة مع وجود الإمكانيات لدي، فثقتي بنفسي ضعيفة ومتدنية، فقد أصل بعض الأحيان إلى البكاء للراحة والتنفيس عن الكرب، كما وجدت أن الكلام من حولي كثر بسبب سمنتي، فازدادت حالتي سوءا، ولا أرى لوجودي معنى.

كما أنني أعاني أيضا من الخوف والقلق، وعدم الثقة بالنفس، والرجفة والتنهد بشدة، والارتباك عند مقابلة الناس أو مكالمتهم بالهاتف، والخجل الشديد، وأتمنى أن أجد لديكم علاجا لحالتي الجسدية والنفسية.

أتمنى الرد في أسرع وقت، وجزاكم الله خير الجزاء، وجعلها في موازين أعمالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن السمنة مخجلة جداً فيما يتعلق بالصحة النفسية للإنسان، خاصة بالنسبة للإناث، وخاصة بالنسبة لمن هم في عمرك.

السمنة تؤدي إلى اضطراب كبير في إدراك الإنسان لجسده بصورة صحيحة، وتؤدي إلى عسر في المزاج الذي يصل إلى مرحلة الاكتئاب، وتؤدي إلى شعوراً بالكدر والسأم، كما تفضلت وذكرتِ، فيصبح الإنسان منزوياً اجتماعية وليس فعالاً.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك يمكن أن تعالج ويجب أن تعالج، أنت محتاجة لأن تذهبي وتقابلي الطبيب الباطني المختص بأمراض الغدد محتاجة أيضاً، أن تكون تحت إشراف أخصائية التغذية، لا أعتقد أنك لوحدك سوف تنجحين في تخفيف وزنك، كلامي هذا يجب أن لا يكون محبطاً، على العكس تماماً، يجب أن تأخذيه مأخذ الجد، وتأخذيه بإيجابية، لأنني أثق تماماً في حالتك.

الرعاية والإشراف الطبي مطلوب، أما إذا ظللت وحدك فأعتقد أنك سوف تسيرين على نفس النمط، قد تجتهدين في تخفيض وزنك لفترة، ثم تصابين بالضجر واليأس، وتتوقفين عن برامج الحمية، ولكن إذا كنت تحت إشراف المعالج؛ فحتى حين يأتيك شيء من التباطؤ والضجر وضعف الهمة؛ فالمعالج من واجبه أن يحسن لديك الدافعية، ويستطيع أن يقوم بذلك.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: علاجك ممكن، وممكن جداً،صممي وكوني لديك العزيمة، واذهبي وقابلي المختص، وعليك بالتواصل مع المختصين، والالتزام بالبرامج التي سوف توضع لك، أنا متأكد أنك سوف تنجحين في علاج حالتك إذا اتبعت المنهج الذي ذكرته لك، وهو ليس بالصعب أبداً، قطعاً، فحين يبدأ وزنك في الانخفاض سوف تتحسن معنوياتك، وسوف تتحسن دافعيتك وأملك، ورجاءك في الحياة سيكون إيجابياً جداً، فأرجو أن تذهبي وتقابلي المختصين.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا نور

    السلام عليكم اختي الكريمة:
    انا اعتقد بأن الحل الأمثل هو كما أجابك الأخوة الكرام واضيف على ذلك بأن تحاولي أن تجدي صديقة لديها نفس هدفك.. لأنك لن تكوني منطوية معها بما انها تملك نفس الحالة وستجعان بعضكن البعض..
    اتمنى لك التوفيق وصمي أذنك عن اللذين يحاولون تحبيطك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً