الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي واقع في ظلم للناس، فكيف أنجو أنا وإخوتي من ذلك الظلم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب من مصر، أعاني من مشكلة صعبة، وبسببها كرهت الحياة وكل حياتي مشاكل، والمشكلة بسب والدي يظلم الناس كثيرا.

أحس أن ربنا لا يبارك فينا أنا وإخوتي، وأحس أن ربنا سيعاقبنا بسبب والدي.

أرجو منكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونؤكد لك أن ظُلم الوالد يضر الوالد وحده، وطالما كنت تكره هذا الظلم وترفض هذا الظلم، ونتمنى أن تتمكن من نصح الوالد وتوضيح هذه الصورة له، فإن عجزت عن ذلك فلا إثم عليك، يكفي أن تنكر هذا المعروف بيدك، فإن لم تستطع فبلسانك، فإن لم تستطع فبقلبك، فإذا كنت ترى أن الوالد ظالم ولم تستطع أن تغيِّر ولم تستطع كذلك أن تُخفف على من ظلمهم وتحاول أن ترد لهم بعض الحقوق التي لهم، فإنك عند ذلك لا إثم عليك، ولا يمكن أن يُصيبك أذىً، لأن الله عدلٌ، ولأنه -سبحانه وتعالى- القائل: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.

تعاون مع إخوانك على النصح للوالد، وحاولوا اختيار الألفاظ المناسبة، والوقت المناسب، وإذا كان لا يسمع منكم وهناك من يمكن أن يستمع إلى كلامهم من الدعاة فاستدعوهم ليتكلموا في خطب الجُمع وفي الدروس وفي مواعظ خاصة به ممَّن يعزهم ويستمع لكلامهم، أن ينبهوه لخطورة الظلم، وخطورة آثار الظلم عليه، ونسأل أن يعين الجميع على الخير.

ونحن سعداء بهذه المشاعر النبيلة، بهذا الحرص على رفض الظلم وكراهيته، لكنك مع ذلك تذكر أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها، وقد أحسن من قام بما عليه بالنصح أو النفور من المنكر أو رفض ما يُغضب الله تبارك وتعالى، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد الوالد إلى الحق وإلى الصواب، وأن يعين الجميع على طاعته.

وكنا نتمنى أن يصلنا تفصيل حتى نعرف نوع الظلم الحاصل، وهل هو ظلم فعلاً، وكيف نستطيع أن نتعاون في تصحيح الأوضاع؟ وهذا ما ننتظره بتواصلك مع الموقع الذي نسعد بدوام التواصل معه، ونكرر الترحيب بك.

ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونحن نفخر بأبنائنا الذين يرفضون المنكر ويرفضون الظلم ويرفضون ما يُغضب الله، ونسأل الله أن يُصلح الأحوال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية مهند كريم

    شكرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً