الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حركات لا إرادية كالرجفة.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من مشكلة لا أعلم ما هي أو ما سببها! وهي الشعور برغبة مفاجئة لهز الجسم، أو مناطق منه، وتظهر كالرجفة لا الرعشة، يعني رجفة مفاجئة لمدة ثانية ثم تذهب وتتكرر، غالبا ما تكون الرجفة أو الهزة في الجزء الأسفل من الجسم، وأحيانا في الجزء العلوي.

حاولت أن أكبت الرغبة هذه ولا أقوم بالرجفة إلا أنني أشعر بشعور غريب يجبرني في النهاية على الاهتزاز، قمت بجميع أنواع الفحوصات العصبية وتناولت الأدوية العصبية كذلك النفسية، ولكن لم أجد الحل، مع العلم أنه عندما تمتلئ المثانة وأتبول -أكرمكم الله- يذهب شعور الرغبة بالارتجاف تماما، كما أنه كل ليلة قبل النوم وأحيانا أثناء النهار أشعر بشيء غريب في الساقين، وكأنني بحاجة لأن أحرك الدماء فيهما، عندما أقوم بتدليك باطن القدم، وأيضا تدليك الساق والضغط عليها؛ حتى تتحرك الدورة الدموية أشعر بحال أفضل، لا أدري إن كانت الحالتين مرتبطتين أم ماذا؟ ولكن بدأت أتعب من كلا الحالتين -والحمد لله- على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، الحركات اللا إرادية أسبابها كثيرة جدًّا ومتعددة، وفي معظمها منشأها منشأً حميدًا، لا تدل على وجود مرض عصبي حقيقي، وأنت -الحمد لله تعالى- قمت بالفحوصات اللازمة ومقابلة المختصين، وهنالك طمأنينة كاملة -إن شاء الله تعالى- أنك لا تعانين من حالة أو علة عضوية جسدية تخص الأعصاب أو العضلات.

أحد التفسيرات التي أراها مناسبة لحالتك هذه هي أن الإنسان في كثير من الأحيان يحتاج لنوع من الاستشعارات الداخلية، يستشعر نفسه بصورة ما ليشدَّ الانتباه، ليحسِّن من تركيزه، وبمرور الزمن تُصبح هذه الوسائل التي يتخذها الإنسان لزيادة درجة يقظته واستيقاظه تُصبح متكررة ونمطية، وتأخذ الطابع الوسواسي، وهذا التفسير أعتقد أنه مقبول ومعقول، وقد شاهدتُ حالات على هذا النسق.

بالنسبة لموضوع الشعور الغريب في الساقين: هذا أيضًا ربما يكون ناتجًا من انقباضات عضلية، لكن يجب أن نتأكد من شيء واحد، وهو أنه ليس لديك ما يعرف بحركة الأرجل أو الساقين أثناء النوم، هذه علة معروفة، وعلاجها أيضًا يتطلب تدابير معينة، من الأفضل أن تكون هناك عين شاهدة لتثبت هذه الحركة أم لا، فدعي ذويك، والدتك مثلاً تراقب حركة رجلك أثناء النوم، إن كان ذلك ممكنًا، في بعض الأحيان الأشخاص الذين ليس لديهم أحد حولهم ننصحهم بتسليط كاميرا أو فيديو أو شيء، وإن اتضح أن لديك كثرة في الحركة؛ فهنا اذهبي وقابلي طبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي، وهنالك أدوية معينة تعطى لعلاج هذه الحالة، المهم تأكدي من أنك لا تعانين من حركة الساقين الليلية.

الآن أريدك أن تدربي نفسك كثيرًا على تمارين الاسترخاء، هذا يفيدك فائدة كبيرة جدًّا في الحركات اللاإرادية التي تأتيك في الجسم، تمارين الاسترخاء مفيدة جدًّا، وفي ذات الوقت الجئي إلى التجاهل وصرف الانتباه، قولي لنفسك (بدلاً من هذه الهزة التي تأتيني في جسدي مثلاً سوف أقوم بأخذ نفس عميق) ..وهكذا الإنسان كثيرًا ما يحتاج أن يستعمل بعض الحيل السلوكية الإيحائية ليغيِّر نمط أو حركة سلوكية معينة تحدث لهم.

بالنسبة لشعورك بالارتياح عند إفراغ المثانة: هذا لا أعتقد أنه ذو علاقة كبيرة بموضوع الهزة والحركة، لكن هذا شعور معروف يأتي لكثير من الناس؛ لأن استرخاء المثانة كثيرًا ما يؤدي إلى استرخاءات عضلية في بقية الجسم، وهذا قطعًا يكون ذو عائد إيجابي على الإنسان.

أسأل الله لك العافية، والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمد

    ماشا الله

  • ام عبدالله

    الحمدلله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً