الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وخوف يسيطر عليّ بسبب مرض القلب.. كيف أطمئن على سلامة قلبي؟

السؤال

السلام عليكم.

إخوتي: بإيجاز لا أريد أن أطيل؛ لأسمح بالوقت لغيري، أما بعد:

أنا شاب عمري 21 كان عندي وسواس قهري بأن قلبي مريض، عملت تحليل دم، وتحليل غدة درقية، وتخطيط، وأخيراً صورة إيكو ملونة للقلب، وفحص بسماعة، ووصف لي طبيب (انديرال) وبعد أن تناسيت الأمر لمدة خمس سنوات على التوالي.

عند بعض الضغوط أواجه شعوراً غريباً يتلخص بالآتي: اختفاء نبضة، أو هفوة في صدري، تذكرت (الانديرال) وتناولته وتحسنت بنسبة 99 بالمائة، ولكن الآن بقي شيء وحيد، عندما أنحني فجأة أو أقوم بعمل قوي أشعر بهفوة في الصدر، وخاصة عند الانحناء، ما سبب هذه؟ وكيف أتخلص منها؟ أرجوكم فردكم قد يساهم في إعادة تأهيلي في المجتمع.

أنا -الآن- مضطرب، وأحس بنقص، وأحس أن قلبي ينقص عن قلوب بقية البشر، وهناك شيء مهم قال لي الطبيب: إن لدي انسدالاً تاجيًا بسيطًا لا يذكر، ولكن -فقط- أريد تحليلاً علمياً، لماذا عند الانحناء أشعر بهفوة الصدر، وكأنه سكت تماماً، وأخيراً أريد أن تخبروني عن اختبار أو طريقة أقوم بها، من خلالها يتبين أن قلبي سليم، وشكراً، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Rami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلبك سليم، ولا شك في ذلك -والحمد لله تعالى-، أنت قمت بكل الفحوصات المطلوبة، وقد أكد لك الأطباء هذا، ويجب أن تقتنع بذلك، أنت لست في حاجة لأي اختبارات أخرى تقوم بإجرائها، فالإيكو وتخطيط القلب كلها فحوصات ناجعة، وأساسية، وضرورية، وما دام نتيجتها سليمة، فمعنى هذا أن قلبك سليم.

ومن ناحية أخرى أرى أن القلق هو الذي يسيطر عليك، وأنت ذكرت أن لديك وسواساً قهرياً، ليس لديك وسواس قهري، إنما لديك مخاوف مرضية حول أمراض القلب، وهذه علة شائعة جدّاً؛ لأن أمراض القلب الحقيقية قد كثرت وانتشرت وسط الناس.

فيا أيها الفاضل الكريم: اقتنع تماماً بأنك لست بمريض قلبي، وأما شعورك بهفوة الصدر فهي ناتجة مما نسميه التماهي مع الأعراض، يعني تخوفك من أنك مصاب بمرض في القلب، أصبح يأتيك بهذا الشعور، إذن هي حالة نفسية، وليس أكثر من ذلك.

يجب أن تصرف انتباهك من كل هذا بأن تمارس الرياضة، الرياضة سوف تفيدك كثيراً، تجنب شرب الشاي والقهوة بكميات كبيرة؛ حتى لا تحدث لك الخوارج، أو النبضات الإضافية التي قد تحدث في بعض الأحيان حين تناول الكافيين بكميات كبيرة، طبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (^2136015)، أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما ورد فيها.

ولا مانع أن تتناول عقار (سليرايد/دوجماتيل) بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة ليلاً لمدة شهر ونصف، ثم توقف عن تناولها، أما الإندرال فتناوله يومياً بجرعة عشرة مليجرام صباحاً وعشرة مليجرام مساءً لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذان الدواءان سوف يجعلانك تحس أنك طبيعي، وهنا يجب أن تستفيد من هذه المشاعر الإيجابية، وشعورك بأن الأعراض قد اختفت، وهذا يجب أن يبني قناعتك بأنك بالفعل تعيش -الحمد لله تعالى- في صحة وعافية تامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً