الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرى الأشياء الثابتة تتحرك وتهتز أمامي، فهل هناك خلل في ذهني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتو الفاضل/ محمد عبد العليم.. تحية طيبة، وبعد:

فأنا متزوجة منذ عامين تقريباً، ولدى طفل عمره سنة وشهرين، كانت حياتي طبيعية تماماً إلى أن أصبحت يوماً فوجدت نفسي أفزع من أي صوت، أرتعد إن مرت أمامي ذبابة، أخاف من صوت الخلاط، إن بكى ابني بصوت عالٍ أكاد أبكي من الرعب بسبب صوته العالي.

كان هذا في الشهر الثالث من الولادة، مرت الأيام على هذه الحال إلى أن بدأت أحدق في الأشياء الثابتة أمامي، وأشعر كأنها تهتز أو تتحرك، مع يقيني أنها ثابتة لا تتحرك، وأشعر بحركة لاإرادية في أجزاء متفرقة من جسمي، وأرى أحلاماً مزعجة كل فترة، ظننت أنني مصابة بمس أو شيء من هذا القبيل، فذهبت إلى المشايخ المعالجين بالقرآن، وأخبروني أنني لست ممسوسة، وأخبرني الأخير أنني أعاني من الاكتئاب الذهاني، وأخبرني أن لديه خبرة بالأمراض النفسية، وأعطاني neurazine25 mg و nightcalm 3mg، لمدة عشرة أيام مع مكمل غذائي، وأنا أشعر الآن بتحسن.

السؤال: ما مدى صحة هذا التشخيص، وبالتالي مدى صحة العلاج؟ أخبرني المعالج أنه لا يؤثر على الإنجاب والرضاعة، فهل هذا صحيح؟

عدت بذاكرتي إلى تلك الأيام -بعد الولادة مباشرة-، حيث تعرضت في هذه المرحلة لمشاكل أسرية، وكنت في غاية الإجهاد البدني والنفسي، ولكنني تخطيت هذه الأمور أو ظننت أنني فعلت، وفي الشهر الثالث كنت في أحسن حالاتي النفسية، وذلك لأنني استطعت أن أضبط مواعيد نومي، ونوم ابني، وذلك بالنوم مبكراً، والاستيقاظ فجراً، ولا أنام إلا في التاسعة، وحدث هذا التغيير في مواعيد النوم في ثلاثة أو أربعة أيام، واستعنت في ذلك بالنسكافيه حتى لا أنام إلا في التاسعة مساءً، وتزامن وقت مرضي مع وقت انتظام زوجي في عمله، فيخرج في الصباح ولا يعود إلا في المساء، فكنت وحدي تقريباً في هذه الفترة.

أربد أن أعرف ما هي أسباب ما يحدث؟ هل تحسني يعني أنني شفيت؟ وإن كنت قد شفيت، هل ستعود الحالة لو أنجبت مرة أخرى؟ أرجو أن تفيدني بعلمك وخبرتك، أفادكم الله، وأعتذر للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

التحسس الذي حدث لك من الأصوات أعتقد أنه قلقي في المقام الأول، ومشاعرك الأخرى مثل أنك بدأت تحدقين في الأشياء الثابتة وتشعرين كأنها تهتز مع يقينك أنها ثابتة: هذه مشاعر وسواسية، أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من القلق الوسواسي الشديد نسبيًا، ومع احترامي الشديد جدًّا لرأي الأخ الطبيب الذي قام بمناظرتك، لا أرى جانبًا ذهانيًا حقيقيًا في حالتك، هو قلق وسواسي وليس أكثر من ذلك، والجرعات الدوائية التي أعطاها لك الطبيب هي جرعات صغيرة جدًّا، الـ (neurazine) أعطاك إياه بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا، وهذه لا تعالج الذهان، إنما تعالج القلق والتوتر، فحالتك هي قلقية وسواسية، وليس أكثر من ذلك، هذا من وجهة نظري، لكن رأي الأخ الطبيب الذي قام بفحصك أيضًا لا يُجهل، لأنه قطعًا قام بمناظرتك، ومن رأى ليس كمن استمع.

في نهاية الأمر أنت الآن متحسِّنة، ما حدث لك بعد الولادة هذا يحدث لكثير جدًّا من النساء، اضطرابات النوم معروفة تمامًا، وأنت -الحمد لله تعالى- تعاملت معها بحكمة ورويَّة مما جعل نومك ينتظم.

أسباب ما حدث لك: أعتقد أن بعض الناس لديهم أصلاً شيئًا من الهشاشة النفسية البسيطة، وهذا يجعلهم عُرضة للقلق وللتوتر، وفي بعض الأحيان المخاوف والوساوس، أرى أن حالتك حالة عرضية وبسيطة جدًّا، ولا تنزعجي. الجرعة الدوائية التي أعطاها لك الطبيب جرعة صغيرة وبسيطة وليس لها تأثيرات سلبية على الحمل أو على الرضاعة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر امل صاحبة الرسالة

    جزاكم الله خيرا

    ارحتم بالى اراح الله بالكم ونفع بكم وأسألكم الدعاء بثبات العقل والدين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً