الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الزواج بسبب تجربة فاشلة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسبب تجربة جنسية فاشلة لم يحصل فيها انتصاب -وكان السبب أني كنت خائفًا جدًا؛ لأني كنت في مكان غير آمن، ومن الممكن أن يراني أحد- أصبحت بعدها أخاف الزواج، وقررت ألا أتزوج.

أنا الآن أرغب في الزواج، وأتمنى ذلك، وأعلم جيدًا أني سليم عضويًا ولا أشك في ذلك، ولكن إذا فكرت في الزواج أو تكلمت فيه؛ يصيبني خفقان في قلبي وحزن؛ خوفاً أني لن أستطيع.

فما هو الحل؟ مع أني متأكد من سلامتي العضوية، وأن المشكلة نفسية بسبب تجربتي القديمة، وأنا -الحمد لله- تبت من كل أعمالي السيئة، وأسأل الله أن يجعل الحزن والهم الذي أصابني كفارة.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: التجربة القبيحة والسلبية التي وقعت فيها نتج عنها تخوفك حول مقدراتك الجنسية والزواج، وأعتقد الذي حدث لك هو خير، فهذه رسالة قوية جداً تشير بصورة واضحة إلى بشاعة الفاحشة والحرام، أنت إنسان -إن شاء الله تعالى- فيك خير، فيك طيبة، لا تبحث عن السوء، وإن كنت قد وقعت فيه، والحمدلله تعالى الآن النفس اللوامة تسيطر عليك، وتسعى لأن تقودك نحو أن تكون مطمئناً.

أيها الفاضل الكريم: الأمر بسيط جداً، أولاً: احمد الله تعالى على توبتك، واثبت عليها، وأكثر من الاستغفار، وأقدم على الزواج؛ فليس لديك أي مشكلة، ويا أيها الفاضل الكريم: المعاشرة الزوجية لا تقارن أبداً بممارسة الفاحشة، ليس هنالك علاقة بين الاثنين، في مظلة الزواج وسكينته تكون المحبة والمودة والرحمة، ولا شك أن وجود الزوجة في حد ذاته يؤدي إلى استشعارات جنسية إيجابية بالنسبة لك وبالنسبة لها، وهكذا تحدث العلاقة الجنسية.

أما في مواقف الحرام، فالأمر كله قائم على الرهبة على الفعل الشنيع، عدم الطمأنينة، الخوف من الأمراض، فلا تقارن بين الاثنين أبداً، تجربتك هذه أنا أراها تجربة مفيدة جداً لك حتى وإن كانت شنيعة، واقترافاً للحرام، لكن -يا أيها الفاضل الكريم- رحمة الله واسعة، وأنت استفد منها استفادة إيجابية، وركز ما بين الحلال والحرام، فيما يخص المعاشرة الزوجية، ليس كلاهما سيان، البون شاسع والفرق شاسع، أقدم على الزواج واسأل الله تعالى أن يهب لك الزوجة الصالحة، وحتى يزول عنك هذا القلق والتوتر الذي أنت فيه؛ تناول عقاراً بسيطًا جداً يسمى فلونكسول واسمه العلمي فلوبنتكسول، الجرعة التي تحتاجها جرعة صغيرة، وهي حبة واحدة في الصباح لمدة 10 أيام، وقوة الحبة نصف مليجرام، وبعد ذلك تجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم حبة واحدة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

حاول أن تجعل لحياتك معنى، وغيّر نمطها، تواصل مع الأصدقاء، اجتهد في الدراسة، مارس الرياضة، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يضيف إضافات إيجابية جداً على حياتك، ويدفعك نحو التعافي بإذنه تعالى. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات