الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أملأ الفراغ العاطفي وأنسى من تعلقت به؟

السؤال

أحب شخصا حبا عذريا طاهرا، وبدون محرمات، والآن تزوج، وأنا متعبة نفسيا، فكيف أنساه؟

مع العلم أني مطلقة، وأعاني من فراغ عاطفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يلهمك السداد، ويغنيك بالحلال، وأن يضع في طريقك رجلا من كرام الرجال، وأن يصلح بفضله لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق في مرضاته الآمال.

لا شك أن أعظم دواء لمن وقع في حب شيء من الدنيا هو عمارة القلب بحب الله، والإقبال عليه سبحانه، وحب الخالق الكريم الوهاب يملأ النفس إشراقا ونورا، والمؤمنة تقيم محابها على قاعدة حب الله، وبذلك تتغير الصورة، فلا نحب ولا نبغض إلا انطلاقا من قواعد الشرع، وأوثق عرى الإيمان الحب والبغض في الله.

ورغم أنه لم يتضح لنا نوع ذلك الحب وحدوده، وهل كان من طرف واحد أو هو أمر مشترك كان يشعر به كل طرف، فإن كان من جانب واحد فذاك جري وراء السحاب، وطمع في أن يكون الماء في السراب، أما إن كان ميلا مشتركا، وتخلى الشريك عن التي وهبته مشاعرها؛ فلماذا نعطي القلب لمن لا وفاء له؛ فإنه لا خير في ود امرئ متقلب، ولا خير في ود يجئ تكلفا.

أي عيب أعظم من نسيان المعاشر الذي وهب المشاعر، فلا تتعلقي بمن لا يستحق، وتعوذي بالله من شيطان يبغضك في الحلال، ويزين الحرام، وهم هذا العدو أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم شيئا إلا إذا قدر مالك الأكوان.

أرجو أن تقفي مع نفسك لتقييم ما حصل، وهل كان فيه إرضاء لله عز وجل، فإننا نخاف من آثار المعاصي، ومن ثمارها المرة، ورغم تقديرنا لصعوبة ما أنت فيه، إلا أننا نؤكد أن الأصعب والأخطر هو التمادي في علاقة لا ترضي الله، ولا توصل إلى ما يمكن أن يعتبر نفعا، فاشغلي نفسك بالمفيد، واقتربي من الله المجيد، واعلمي أن قلوب الرجال وسائر العباد بين أصابعه، يقلبها وهو الفعال لما يريد.

ننصحك بملء الفراغ بالقرب من الصالحات، وبالتواصل مع محارمك، احشري نفسك في تجمعات الفاضلات، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابنا أو أخا أو محرما، أرسلها لتبحث له عن فاضلات من أمثالك، استعيني بالله ولا يحملك تأخر من يطرق الباب إلى تقديم تنازلات قد تجلب لك الإثم والاحتقار والضرر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك بصالح مصلح يسعدك ويعينك على الخيرات، ولك منا أطيب الأماني وصالح الدعوات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • خولة

    بوركت يا صاحب هذه النصائح وجزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً