الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أكون مهندسًا ولكن هذا يتطلب مني 5 سنوات.. أشيروا عليّ

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 22 سنة، حاصل على شهادة تقنية في علوم الحاسب – سنتين بعد البكالوريا –وحاليًا طالب في الجامعة تخصص فيزياء، قمت ببعض التدريبات في الشركات، وحاليًا أقدم على الوظائف المتاحة أمامي.

لكن ما سأشتغله – إذا ما تم توظيفي في أحد الشركات - لا يرضي طموحي، وما كنت أضعه أمامي كهدف هو أن أصبح مهندس إعلاميات، لكن مجموع البكالوريا، والتوجيه السيء قادني إلى غاية الآن إلى إضاعة 4 سنوات بدون أي تقدم سوى حصولي على شهادة تقني.

أريد الآن تصحيح مساري بتسجيلي في الجامعة تخصص فيزياء، وهي أول خطوة في تحقيق هدفي أن أدخل أحد مدارس المهندسين بعد سنتين من التفوق في الجامعة.

أعلم حجم الجهد الذي علي بذله، لكن تشتتي يمنعني من التركيز، وتجدني أضيع وقتي في أي شيء حتى في أن أشغل بالي بالهموم والسنوات التي ضيعتها عوضًا عن التركيز على هدفي.

أحد مشاكلي الأساسية هي كبر سني، فهدفي يحتاج إلى 5 سنوات من العمل عندها سيكون عمري 27 سنة، وأعتقد أنه عمر كبير لبداية تكوين نفسي عندها.

علمًا أن هدفي عند التخرج – إن شاء الله – إن تكون سيرتي الذاتية مليئة بالتدريبات والخبرات؛ لأني أستغل الصيف في التدريب لدى الشركات.

كذلك لو توظفت الآن – بشهادتي الحالية - لا أعتقد أن راتبي سيتجاوز راتب مهندس حتى بعد 10 سنوات من العمل، أنا أتحدث هنا عن واقع لمسته خلال تداريبي بالشركات، فمعظم من قابلتهم يعضون الأصابع على عدم إتمام دراستهم، لذلك أقول أن أصبر على 5 سنوات خير من أن أتمم حياتي كتقني.

أواجه حاليًا بعض الضغط من العائلة عليّ للعمل، رغم انهم ليسوا بحاجة لمساعدة مادية مني، فهدفهم هو أن أبدأ في تكوين نفسي، كذلك بخصوص تنظيمي لوقتي، فأنا أميل إلى المثالية فتجدني أخطط لكل ساعة بدقة، والتزم بالجدول لمدة يومين، ثم أتركه لأسبوع لأعاود الكرة من جديد، وهكذا يضيع عليّ وقت ثمين لو كنت خططت لاستغلاله بالطريقة الصحيحة، فسأكون أكثر إنتاجًا.

حاولت أن أشارككم أغلب المعلومات التي يمكن أن تفيدكم في مساعدتي على الاختيار السليم لأتمم مسيرتي سائلا من الله عز وجل أن يجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على التواصل معنا، وعلى مشاركتنا في طموحاتك وأحلامك ومخاوفك، يبدو أنك شاب طموح، وتعرف ماذا تريد، ولا أظن أنه ينقصك الحماس والهمة، وإنما هي بعض تأثيرات المجتمع، وربما ايضًا الأسرة من تشكيكك في قدراتك وتحقيق أحلامك.

جميل في الإنسان أن يكون لديه حلم، وأن يسعى لتحقيقه في واقع الحياة، فهذا يعطي الحياة متعة وبهجة كبيرتين.

بالنسبة للتخطيط ومحاولة التنفيذ، ومن ثم ترك المخطط بعد أسبوعين، فهذا كثير بين الشباب، إلا أنه المفروض ألا يصرفك كليًا عن الهدف البعيد الذي تسعى إليه.

لاحظت في سؤالك الكثير من العقبات الأسرية والمهنية والاجتماعية، ولكن من أهم العقبات دومًا هي النفسية الداخلية.

هل تعلم أن الفيل وهو صغير جدًا في العمر يربطه صاحبه بحبل رقيق، فيحاول الفيل الصغير تحرير نفسه، فلا يستطيع لضعف قوته في هذا العمر، والنتيجة أن هذا الفيل وحتى عندما يكبر ويصبح ضخمًا وقويًا جدًا قد يربطه صاحبه بنفس الحبل الرقيق، فلا يستطيع الفيل تحرير نفسه بالرغم من قوته، لماذا؟

لأنه لا يحاول التحرر؛ لأنه في الماضي حاول ولم ينجح، ولا ينتبه للتغير الكبير الذي حصل في حجمه وقوته التي ربما ليس فقط يستطيع قطع الحبل، وإنما ربما هدم الجدار المربوط إليه!

وكما لاحظت في سؤالك الكثير من العقبات، فإني رأيت أيضًا الكثير من عناصر القوة والإمكانات في حنايا سؤالك، وخاصة عندما أشرت إلى غنى سيرتك الذاتية، وكيف ستبدو بعد فترة من الدراسة والتخرج والخبرة العملية.

العمر ليس بالمشكلة المطلقة، وأنا لا أعتقد أن عمر 27 كبير السن على التخرج، فكثير من الخريجين في الفروع المختلفة يكونون في مثل هذا العمر تقريبًا.

شدّ الهمة، وتوكل على الله، والله موفقك، وجاعلك بإذنه من المتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً