الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ممارسة العادة السرية أثّرت سلبًا على حياتي، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في الصف الثالث الثانوي، وكان من المفترض أن أكون في السنة الأولى في الجامعة، ولكني أعدت السنة؛ بسبب عدم تغلّبي على المشكلة، وكان لدي أمل في القدرة على حلها، ولكن العام الجديد بدأ، وأنا لا زلت أعاني من هذه المشكلة، وهي العادة السرية، رغم أني لم أكن أمارسها، أو حتى أعرفها، وكنت أصلي الفروض الخمسة جماعة.

في الخامسة عشرة من عمري أراني بعض أصدقائي أفلامًا إباحية، وتوصلت منها إلى العادة السرية، ثم تبت ولم أمارسها منذ سنتين، ولكني الآن عدت إليها بشدة بعد رؤيتي لبنت أحد أقاربي عن طريق الخطأ وهي ترتدي ملابسها، فلا أقدر على نسيان المنظر، وأرغب في ممارستها بشدة كلما تذكرت.

أرجوكم، ساعدوني، فاعتمادي عليكم بعد الله -سبحانه وتعالى-؛ لأني تعبت، وأخشى أن أعيد السنة مرة أخرى، فكلما بدأت في المذاكرة أتتني الأفكار السيئة وتركت المذاكرة، وعدت لممارستها.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما تفضلت بالحديث عنه، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولًا: ما ذكرته -أخي الحبيب- أمرٌ يخص تدينك قبل أن يخص دراستك، وكلاهما مهم بالطبع، لكن الدِّين أهمّ وأغلى.

ثانيًا: لا بد أن نبين لك أن الاستمناء حرام شرعًا، والله مدح أهل الإيمان بقوله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم...}.

ثالثًا: من المهم أن تعلم -أخي الحبيب- أن الشهوة لا تموت بالعادة السرية، بل تزيدك اشتعالًا، وفوق هذا تصيبك بالعديد من الأمراض المتعددة، وإنا لندعوك أن تدخل على موقعنا وأن تكتب (أضرار العادة السرية)، وسترى ساعتها كم الأضرار التي تُستجلَب من جراء هذا الفعل المحرم.

رابعًا: من الأمور الهامة التي يجب أن تكون حاضرة في ذهنك: أنك إن وقعت في الاستمناء، فيجب أن تتوب إلى الله -عز وجل-، ولا تقلْ هذا ذنب صغير أو أريد أن أختبر رجولتي؛ فهذه حِيَل شيطانية، يريد أن يستدرجك من خلالها إلى ما لا يرضي الله، فانتبه! -حفظك الله-.

خامسًا: إننا ندعوك -حتى تتغلب على هذه الشهوة- أن تقوم بعدة أمور:

1- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل)، والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله -عز وجل-، واعلم أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات...}، فكل مَن اتبع الشهوة، يعلم قطعًا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها وأدّاها كما أمره الله، أعانه الله على شهوته.

2- اجتهد في الإكثار من الصيام، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة، فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).

3- ابتعد عن الفراغ، عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم أو المذاكرة أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، المهمّ ألا تسلّم نفسك للفراغ مطلقًا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

4- ابتعد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام أو السماعية عن طريق المحادثات أو أيًا من تلك الوسائل، لا تطفئ الشهوة، بل تزيدها سعارًا.

5- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة؛ فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتًا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

6- تجنب -أخي الحبيب- أن تجلس وحدك مطلقًا، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تمامًا، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تمامًا.

7- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوّي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، والله المستعان.

نسأل الله أن يغفر لك، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً