الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاد لي الخوف غير المبرر بعد انتهائي من العلاج حسب تعليمات الطبيب

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من سنة تقريبا من خوف بدون سبب، أحس به على مستوى المعدة مما سد شهيتي، كنت أشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء والوساوس تلازمني، منها أفكار الجنون وغيرها، زرت طبيبا نفسيا وأعطاني دواء فليوكسات، وأخبرني أني أعاني من القلق فوصف لي حبة واحدة كل يومين، والحمد لله اختفت هذه الأعراض تماما، وأمرني الطبيب بوقف الدواء تدريجيا إلى أن أوقفته تماما الآن بعد 8 أشهر من أخذه.

مشكلتي الآن: رجع الخوف على مستوى المعدة، وسبب لي الغثيان لكن أقل من المرة الفائتة، فخفت كثيرا من أن تعاودني ذات الحالة، لأنني تعذبت كثيرا، لا أدري ماذا سأفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة جدًّا -إن شاء الله تعالى- هي مجرد حالة قلقية وسواسية بسيطة، تظهر لديك أيضًا في شكل أعراض جسدية على مستوى الجهاز الهضمي، هذه نسميها بالحالات السيكوسوماتية البسيطة، أي النفسوجسدية.

أيتها الفاضلة الكريمة، هذه الحالات تعالج من خلال التفكير الإيجابي، وتحقير الفكر السلبي، عدم الخوف لا من الماضي ولا من المستقبل، وأن تعيشي الحاضر بقوة، وتذكري أن استجابتك كانت رائعة جدًّا لدواء بسيط، هذا يعني فعلاً أن حالتك بسيطة.

أريدك أن تُدخلي بعض الأطر الجديدة على حياتك، لتجعليها غير نمطية، فكّري في المستقبل، اجعلي لنفسك مشروعًا مستقبليا، ضعي الآليات التي توصلك إليه، الآليات الآنية والآليات المستقبلية، هذا يوجّه طاقاتك نحو ما هو أفضل، لأن القلق أصلاً هو طاقة نفسية، كثيرًا ما تتجه اتجاهات خطأ أو لا تسير في مسارها الصحيح، مما يجعلنا نحسُّ بالتوتر والخوف، لكن هذا القلق إذا وجّهناه توجيهًا صحيحًا واستفدنا منه كطاقة للتفكير الإيجابي والإنجاز، هنا -إن شاء الله تعالى- يحدث التعافي والسعادة والراحة النفسية.

وتمارين الاسترخاء مطلوبة جدًّا في وضعك، هذه التمارين ممتازة، تُريح النفس جدًّا، أيضًا ممارسة أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أراها سوف تكون إضافة جميلة جدًّا لحزمتك ورزمتك العلاجية. إضافة إلى النوم المبكر، القراءة، الاطلاع، الدعاء، الذكر، الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، وبر الوالدين، كلها إضافات جميلة جدًّا في الحياة، ويؤجر الإنسان عليها -إن شاء الله تعالى- في الآخرة، وفي ذات الوقت تزيل هذا النوع من القلق والتوتر، فلا تنزعجي –أيتها الفاضلة الكريمة– يمكن أن ترجعي إلى الدواء الذي كنت تتناولينه، لكن بعد استشارة الطبيب، أنا أوافق عليه تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً