الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلقت زوجتي لأنها تفشي أسراري.. أرجو النصيحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد قامت زوجتي بإفشاء أسرار خاصة ومهمة تسيء لي ولأسرتي، كنت قد ائتمنتها عليها وقمت بتطليقها بعد ذلك، وكان هذا سببا رئيسيا ضمن أسباب الطلاق.

وهي الآن تسعى لكي أردها قبل انقضاء عدتها، بالإضافة لوجود طفل وسيتأثر سلبًا بعد الطلاق؛ حيث إن مستوى أسرتها المادي الاجتماعي متواضع جدًا.

أنا لا أثق فيها؛ حيث إنها قد خانت الأمانة بإفشائها للأسرار، وأخشى الحياة مع امرأة لا يطمئن لها قلبي، فقد تحدث مشاكل بسبب ذلك.

أرجو من سيادتكم النصيحة إن أمكن، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: ما حدث من زوجتك أمر لا يجوز لها شرعا، وما كان ينبغي أن تخبر أحدًا بما علمته.

ثانيًا: ما وقعت فيه من خطأ هو أمر لا يدل على نية سوء لك أو لأهلك، وأنت نفسك أخبرتها بذلك، وقد قال الشاعر العربي قديمًا:

إذا ضاق صدر المرء بسره *** فصدر الذي يستوعب السر أضيق

ثالثا: كتمان الأسرار أمر من الصعوبة بمكان، تلك طبيعة الإنسان، وقد قالوا: إن أمناء الأسرار أقل وجودًا من أمناء الأموال، وحفظ الأموال أيسر من كتمان الأسرار؛ لأن أحراز الأموال منيعة بالأبواب والأقفال، وأحراز الأسرار بارزة يذيعها لسان ناطق، ويشيعها كلام سابق.

ومن عجائب الأمور أن الأموال كلما كثرت خزانها كان أوثق لها، أما الأسرار فكلما كثرت خزانها كان أضيع لها.

رابعًا: زوجتك مخطئة، لكن هذا لا يعني هدم البيت وتشريد الأسرة وضياع الأولاد، إننا ننصحك -أخي الحبيب- بردها الآن وفورًا، لا تجعل ولدك يتربى في بيئة لم تشرف أنت عليها، هذه زوجتك وهذا بيتك، وعليك المحافظة عليه من أي منعرجات تعصف به.

خامسًا: بالنسبة لما ذكرته من عدم اطمئنان فهذا أمر متفهم تمامًا، لكن نرجو أن لا تضخمه أكثر من اللازم، ولعلها أخذت من هذا الموقف الدرس الذي لا ينسى، ونحن كذلك على ثقة أنها ستحرص على عدم إفشاء الأسرار مرة أخرى، ولا يعني ذلك أنك ستثق فيها سريعًا لكن الأمر يحتاج إلى وقت وهذا أمر طبيعي.

كما أننا نريد منك أن تحتفظ ببعض الأسرار التي تضر أسرتك ولا تخبرها بها.

أعد امرأتك -أخي الحبيب- وعودها على الأخلاق، وامنحها فرصة أخرى، وامنح نفسك أيضًا تلك الفرصة فالطلاق ليس أمرًا طبيعيًا إنه شتات -أخي الحبيب-، وأكثر المتضررين به ولدك.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، وأن يقدر لكم الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر صابرين عبد الله

    مطلقة مصرية تجابه الدنيا بعد الاستعانة بالله وحدهاو معها طفلين من زواج فاشل دام بالعذاب والمعاناة3سنوات. فاشل للأسف منذ اللحظة الاولى حيث اكتشفت بعد الزواج منه انه مريض نفسيا وعصبيابعد تاكد شكوكها من سؤال الدكاترة المتخصصين فى ذلك وقالوا لها ان أهله يعرفون أنه مريض و لايعاشر وهذا منذ البلوغ.خصوصا انه لم يظهر أى اعراض لها اثناء الخطوبة التى لم تدم الا شهرين و فى بداية الخطوبة قالت لها أخته التى تصغره ب8سنوات وخالته انه عصبى عرفت فيما بعد انه كان ياخذ الأدوية المهدئة اثناء مقابلتها مع ابيها الراحل و امها و اخوهاحتى لا تأتيه نوبة الجنون وهو جالس معهم. و بالسؤال عنه عند سكن أبوه وفى عمله أثنوا عليه؟ و علمت فيما بعد ان هؤلاء تمت رشوتهم للشكر فيه.وتكرر طلب الطلاق منه لأهلها و قالت لهم انها ترى وتعلم أشياء عنه غير التى يرونها هم. وأبدت الاسباب ولكن أهلها قالوا لها اصبرى اصبرى.صبرت للاسف الى أن حصل الحمل الثانى الذى لم يكن متوقعا على الاطلاق بعدما تدمرت معنويا و ماديا من الذل والمهانة و الاتهامات فى كل شىء حتى فى أعز ماتملك منه ومن أهله.و عندما واجهت هى و أهلها أبوه بانه مريض قال لهم (عليكوا تقبلوا بالامر الواقع) و رفضوا الطلاق ورفضواالعلاج النفسى له و رفضوا أعطائها أى حقوق بقول أبوه له (لا انت ابنى ولا أعرفك لو اديتلها مليم أحمر).و لامسكن الزوجية الذى اكتشفت انه ليس بأسمه بل بأسم أمه الراحلة وتم بناء حوائط داخلية به حتى لاتمكن منه و أخذوا منها كل العفش وكانت مشاركة بنصفه من مال أهلها و ملابسها وملابس بنتها و منقولاتها الخاصة.و لم تجد اى روشيتات اوادوية خاصة به لانه كان يضع هذا كله عند اهله حتى تطلق طلاقا للضرر و رفض الشهود الوحيدين وكانوا السبب فى هذه الزيجةالذين حضروا مشكلة كبيرة بسببه اعتقد فيها أنها بتسرقه ميدالية مفاتيح و رماها عليها هى وابنتها الرضيعة التى كانت على كتفها و فيها سب وضرب وطرد.مما خسرت فيه قضية الطلاق للضرر بعد ثلاث سنوات فى المحاكم مما اضطرها فى النهاية لعمل خلع. و هذا كله بسبب الكذب والغش والتدليس على بنات الناس وأعراضهن حتى يتزوج من ليست له أهليه للزواج. فهى تحارب الان وحدها لاجل حقوقها المادية وحقوق أولادها بالأستعانة بالله. و حسبنا الله ونعم الوكيل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً