الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع التخلص تماما من الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 20 عاما، عندما بلغت أربع سنوات أتتني تشنجات وهي: التفاف أنفي وفمي إلى الجانب فقط خلال ثوانٍ، ومن ثم تذهب عني، عندما تم تشخيصي ذكر الأطباء بأن لدي شحنات كهربائية زائدة في الدماغ.

استمرت هذه التشنجات حتى عمر 15 سنة، ومنذ 5 سنوات لم تأتني هذه التشنجات، وتم سحب العلاج (تغري تول) مني منذ سنتين تدريجياً خلال ثلاثة أشهر.

لدي بعض الاستفسارات:

- كيف أتفادى حدوث التشنجات مرة أخرى؟

- هل هذه التشنجات تندرج تحت مرض الصرع؛ أي هل يطلق علي أني مريضة صرع؟

- هل أستطيع التخلص من الشحنات الكهربائية الزائدة في المخ لدي تماماً؟ وإن كانت الإجابة: نعم، كيف يكون ذلك؟

- هل من الممكن لو عادت لي ستعود بشكل آخر؛ أي سيكون هنالك فقدان للوعي، أو نوبات صرع شديدة؟

أتمنى الإجابة الدقيقة عن حالتي، وشاكرة لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وصفك دقيق للحالة التي كانت تنتابك، وهذا يُسمى بالصرع الجزئي وليس الصرع الكامل، وأنا لا أريدك أبدًا أن تحسِّي بتحرُّجٍ أو وصمة اجتماعية حيال كلمة الصرع، أعرفُ أن المجتمع فيما مضى على وجه الخصوص كان الناس يخافون من هذه الكلمة، لا، الصرع مثله مثل الأمراض الأخرى، والتعبير في اللغة العربية ليس تعبيرًا دقيقًا، التعبير في اللغة الإنجليزية أكثر دقة، والآن بعض الناس يستعملون كلمة (زيادة في كهرباء الدماغ) أو (اضطراب في كهرباء الدماغ) أو (تشنجات) هذه ربما تكون مقبولة وأكثر وقْعًا، المهم أن المسميات ليست مهمة، المهم هو أن يُتابع الإنسان مع الطبيب المختص، وأن يتبع التعليمات، وأن يتناول الدواء حسب ما هو موصوف.

أيتها الفاضلة الكريمة: عقار تجراتول الذي أُعطي لك فيما مضى هو من أفضل هذه الأدوية، وأنا أقول لك: الذين يلتزمون بعلاجهم بصورة ممتازة ولا تحدث لهم أي تشنجات لمدة ثلاث سنوات يمكن أن يُسحب منهم العلاج تدريجيًا ويتم التوقف عنه، وهؤلاء يعني أنهم قد تخلصوا من الشحنات الكهربائية الزائدة، وهؤلاء يُمثلون 80% من الذين يعانون من هذا المرض.

إذًا الوضع واضح، وإن شاء الله تعالى بالنسبة لك لا توجد صعوبات أساسية، وأنا على ضوء ذلك أقول لك: اذهبي إلى الطبيب، طبيب الأعصاب، حتى يطمئن قلبك، سوف يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات، وإذا كان الأمر فيه حاجة فأنت الآن الحمد لله تعالى توقفت عن الدواء منذ ثلاثة أشهر، بعد السَّحب التدريجي، وهذا أمر مبشر جدًّا، وتحتاجين للمتابعة مع الطبيب بعد ستة أشهر مثلاً؛ ليقوم بإعادة تخطيط الدماغ إن رأى أن في ذلك حاجة.

حدوث التشنجات يتم تجنبه:

• من خلال الاسترخاء.
• لا تحملي همومًا كثيرة.
• لا تُجهدي نفسك جسديًا أو نفسيًّا.
• نظمي وقتك.
• النوم المبكر طيب.
• تجنبي التعرُّض للأنوار الساطعة، لا تنظري إليها مباشرة.
• تناول السوائل بكميات كبيرة مرة واحدة أيضًا يُقال بأنه ليس بالأمر الجيد.

الأمر في غاية البساطة، ولا توسوسي حول الأمر، وعليك بالذكر والدعاء، واسألي الله تعالى أن يحفظك.

أتمنى أن تكون إجابتنا دقيقة، وأعتقد أنها هكذا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً