الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الوسائل والسبل التي تجعلني على النهج الديني الصحيح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة -والحمد لله- مسلمة، وأحاول قدر الإمكان الالتزام بطاعة الله، والسير على الطريق المستقيم، أحفظ القرآن -ولله الحمد-، ولكن مجرد حفظ، فـفي مدرسة القرآن نأخذ السور وأحكام التجويد ونُسمع فقط، مع العلم أن المدرسة في طور التطوير لتكون مدرسة مختصة بعلوم الدين، ولكن هذا لن يحدث غداً.

أحاول قراءة التفسير لعائض القرني، ولكنه يشرح الكلمات لا المعنى والمغزى من الآية، وصراحة فإن التفاسير الأخرى صعبة، ولم أتمكن من فهمها بشكل جيد، غير ذلك أحاول فعل كل ما يمكن فعله لتحسين نفسي، ولكني لا زلت أشعر أنه يجب أن أكون أفضل، فأنا أخطأ كسائر البشر، ولكنني لا زلت أعمل على نفسي لأكون أفضل في أخلاقي وعلمي.

لا أعرف كيف يمكن أن أكون أفضل، قال لي شخص: يجب أن تتبعي جماعة معينة ليكتمل دينك، ولكنني لا أعرف ما الذي علي فعله حقاً، أريد من حضرتكم إرشادي، ولمن يجب أن أقرأ ليكتمل ديني؟ غير كتاب الله -سبحانه وتعالى- وسنة حبيبنا محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق في طاعته الآمال.

لقد أسعدتنا هذه الاستشارة، وأفرحنا هذا الطموح العالي، وماذا تركت من تحفظ القرآن، وهل تملك أمتنا أغلى أو أعلى من كلام الله، فهنيئا لمن شغلت نفسها بكتاب الله، واحتسبت في الحرف بعشر، ويضاعف الله للمخلصين والمخلصات، والقرآن جليس لا يمل، وصاحب لا يغش، وما جالس أحد هذا القرآن إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى وجهالة وضلالة.

وقد أحسنت فإن القرآن يحتاج إلى تدبر وفهم، ولن يحدث ذلك على التمام إلا لمن ملك الآلة العلمية، والملكة الفقهية، واستعان قبل ذلك برب البرية، ونتمنى أن يتحول مركز التحفيظ إلى مدرسة متخصصة في علوم الدين، لأن طريق المدارس والمعاهد هو أحسن ما يتعلم به الإنسان، ونحن لا ننصح بالقراءة في الكتب دون التواصل مع المختصين، ونحن نريد لأهل القرآن أن يدوروا مع القرآن، وأن يكون مرجعا للناس عند تنافرهم وجدالهم واختلافهم، ولا شك أن الطريق الصحيح يبدأ بتعلم صغار العلم قبل كباره، والدارسة تحتاج إلى داعية أو معلمة ناضجة، تأخذ بيدها انطلاقا من قدراتها التي اكتشفتها، والرجوع إلى المختصين يختصر الطريق، ويوصل إلى المطلوب بطريقة آمنة، ويجعل بناء طالبة العلم محكم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وأعلم الناس أعلمهم بالتقوى، وأخشاهم لله، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، وسوف نسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك، واعرفي الحق تتعرفين على أهله.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً