الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بما يشبه الخوف وأعاني من صعوبات في بلع الريق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا شابٌ، عمري 18 عاماً، ممارسٌ للرياضة، أحفظ من كتاب الله ما تيسر، لا أعاني من أي أمراض -والحمد لله-.

هذا العام لدي امتحان شهادة الباكلوريا، وفي هذا العام بالضبط منذ 3 أشهر تنتابني إحساسات غريبة، أحياناً دوار، وعدم القدرة على حمل الجسم، وتخلصت منها -والحمد لله-.

أما اليوم فتواجهني صعوبات في بلع اللعاب –الريق- أحياناً أضطر إلى سد أنفي للبلع، وأحس بما يشبه الخوف من هذا الأمر.

أرجو إجابتكم، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا ونورًا، ويُيَسِّر لك حفظ كتاب الله كله والعمل به.

أيها الفاضل الكريم: أنت تعدَّ نفسك للامتحان، وأسأل الله أن يوفقك، وأن يُسدد خطاك، وقطعًا؛ القلق يأتي في مثل هذه الأوضاع، والقلق قد يكون قلقًا إيجابيًا أو سلبيًا، فالقلق الإيجابي هو: القلق الذي يُحسِّن من دافعية الإنسان ويجعله يجتهد، لكن حين يتراكم القلق قد يؤدي إلى آثارٍ سلبية، قد يظهر في شكل أعراض جسدية مثل الذي تعاني منه.

بعض الناس حين يقلقون يحسُّون بشيء كالغصة في الحلق، وهذا كله ناتج من توترات عضلية بسيطة وليس أكثر من ذلك، وصعوبة البلع التي تواجهها؛ هي ناتجة من حالة القلق البسيطة هذه التي تعاني منها.

العلاج يكون بالتجاهل التام، وأن تمضغ الطعام جيدًا، وأن تأخذ نفسَاً مع البلع، وتُدرب نفسك على ذلك؛ فهذا يساعدك كثيرًا، أو يقضي تمامًا على هذه الظاهرة، وفي ذات الوقت أيضًا أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، نحن في إسلام ويب أعددنا استشارة تحت رقم (2136015) تم توضيح أهمية تمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقيها، هي في حالتك مطلوبة جدًّا، وأعتقد أن الأمر لا يحتاج لأكثر من ذلك.

إذا كان الشعور بما يشبه الخوف، ووجدت صعوبة في التحكُّم فيه، فهنا ربما تتناول دواءً بسيطاً جدًّا يُعرف تجاريًا باسم: (تفرانيل Tofranil) ويُعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) بجرعة 10 مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، ثم 10 مليجرام صباحًا لمدة أسبوع آخر، ثم تتوقف عن تناوله. هو دواء طيب جدًّا، وبهذه الجرعة الصغيرة يزيل القلق والتوتر.

وأريدك –أيهَا الابن الفاضل– أن توزّع وقتك بصورة جيدة، مهما كانت المطالب الدراسية أريدك أن تنام مبكرًا، لأن النوم المبكر يجعل الإنسان في حالة استرخاء، ويتم تنشيط خلايا الدماغ، ويمكنك أن تذاكر في فترة الصباح بعد صلاة الفجر، ساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر تكون درجة الاستيعاب فيها عالية جدًّا، وهنالك إجماع أن استذكار الدروس لمدة ساعة بعد صلاة الفجر يُعادل حوالي ثلاث ساعات في بقية اليوم، هذا ليس مبالغة، هذا مجرب ومعروف.

وأريدك أيضًا أن ترفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، وبقية وقتك اقضه في المذاكرة، واجعل لنفسك هدفًا، ومن الواضح أن هدفك -إن شاء الله تعالى– هدف سامٍ، وهو الدراسة والتفوق والتميز.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً