الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تقدمت للزواج بفتاة يصيبني وسواس فأترك، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بفضل الله أعمل بوظيفة ممتازة، لدي سكن ممتاز ومال، بفضل الله، وينقصني الزواج.

إنني إذا خطبت أي بنت أكون مقتنعاً بها أشد الاقتناع في كل شيء، في جمالها وأخلاقها، حتى إذا أتممنا الخطوبة ينتابني الوسواس، ويسيطر علي حتى يجعلني لا أطيق النظر إليها، وينتهي الأمر بفسخ الخطوبة، وأعود إلى حسرتي، وأكتشف أن كل ما كنت أفعله هواجس لا أساس لها من الصحة، وأنها البنت التي يتمناها أي شاب!

لا أستطيع الزواج، بل كرهت الزواج بسبب ذلك، وخطبت أكثر من بنت، وتزوجن كلهن، وأنجبن، وأنا ما زلت عزب، أتألم وأعض على أناملي، كدت أموت بسبب ذلك.

أفيدوني، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا ومرحبًا بك، أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت.

أما بخصوص ما تفضلت به فطب مقاماً أخي الحبيب، فمن تركتهن هن في قدر الله لغيرك، والأمور مقدرة ومكتوبة، ومن أرادها الله لك زوجة مكتوبة معلومة من قبل أن يخلق الله السموات والأرض.

هو سبحانه يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، لا يعزب عن علمه شيء، ولا يجري في كونه شيء إلا بمشيئته وتقديره.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء) وقال أيضا: (إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد).

هذا ابتداء حتى لا تعذب نفسك أو تتألم، ثم اعلم -أخي الحبيب- أن الشيطان يبغض بين الزوجين، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس من المستبعد أن يفعل معك عند اعتزامك الزواج، وهنا لابد أن نذكرك بالتقرب إلى الله -عز وجل-، وقراءة الأوراد والأذكار.

اعلم -أخي الحبيب- أنه لا توجد امرأة كاملة، وحتما ستجد محاسن ومساوئ، والعاقل من يستحضر المحاسن فيحمد الله عليها ويحسن بعد ذلك التعامل مع المساوئ، هذا المنهج السديد.

أما النظر إلى العيوب والتركيز عليها سيجعلك تنفر من كل امرأة، فكما أنك لست كاملاً فليست عروس الغد كاملة، ثم لا تقدم على أمر إلا والاستخارة تسبقك، وثق بأن الخيرة ترقبك عقب الاستخارة، ولا تحزن واستعن بالله، ولعل الله قد ادخر لك من هي أفضل لك، وأنت لا تعلم.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن ييسر لك الزوجة البرة التقية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً