الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه أعراض بواسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد، وأتمنى من الله أن يجعل جميع ما تقومون به في ميزان حسناتكم، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.

أنا شاب عمري 20 سنة، ومنذ صغري أعاني من الإمساك، بسبب الجهل؛ لأني كنت نادرا ما أشرب الماء، ومكثرا من تناول الشطة, وبداية مشكلتي قبل ما يقارب 3 سنوات، حيث إني -كما ذكرت- مكثر من الشطة ونادرا ما أشرب الماء، وبالإضافة إلى ذلك كنت أكثر من الجلوس على كرسي بلاستيكي أمام التلفاز.

بداية المشكلة كان هناك ألم شديد أثناء التبرز، مع خروج قطرات دم، وكان الألم شديدا جدا، ولكن خروج الدم توقف بعد فترة بسيطة، ثم بدأت تخرج إفرازات من فتحة الشرج غالبا ما كانت بعد التبرز، وأيضا مثل الحكة الشديدة وقتها، ولكن الإفرازات ما زالت ملازمة لي ليومنا هذا.

بدأت بالبحث على الإنترنت عن الموضوع، وتوقفت عن تناول الشطة والأطعمة الحارة، وبدأت في الإكثار من شرب الماء.

بعد فترة أصبت بتسمم غذائي وإسهال، ومع شدة الإسهال زادت آلام الشرج، وأصبحت منطقة الشرج جافة وحساسة جدا، وأصاب بالحرقان مع الذهاب للحمام من شدة الإسهال.

منذ بداية المشكلة فقدت شهيتي للأكل، والجميع لاحظ تغيرا في شكلي وفقداني لبعض الوزن، وما يشغل بالي أنه خلال مشكلتي صار هناك توسع لفتحة الشرج قليلا، وكنت خلال التبرز أحيانا ألاحظ توسع الفتحة وكأن هناك مشكلة في العضلات المحيطة بها، وعند تفحصي للمنطقة لاحظت وجود انتفاخات في داخل الشرج وكأنها مثل -الأمعاء- متجمعة داخل فتحة الشرج، وهذا ما يسبب لي صعوبة في التبرز حاليا.

هل هذه أعراض بواسير داخلية أو ما يسمى بهبوط المستقيم؟

ملاحظة:
1- هناك بروز صغير في فتحة الشرج من الجانب.

2- لا يوجد أي زوائد لحمية تخرج أثناء التبرز.

أعتذر على إطالتي، ولكن حاولت أن أشرح الموضوع بشكل كاف حتى يتسنى لكم فهم المشكلة؛ على أمل إفادتي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لتواصلك مع موقع إسلام ويب.

حسب الأعراض التي ذكرتها في الاستشارة فإن الحالة التي تعاني منها هي غالبا الإصابة بالبواسير، وذلك بسبب الإمساك المزمن الذي كنت تعاني منه؛ لذا ينصح بالمتابعة مع طبيب مختص بالأمراض الجراحية؛ للكشف والعلاج، وإليك لمحة موجزة عن البواسير:

البواسير هي عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من الأمعاء المسماة بالمستقيم أو عند فتحة الشرج، وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية في أوردة هذه المنطقة؛ مما يُؤدي لارتفاع ضغط الدم داخلها، وعندما لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك تبدأ بالتمدد والانتفاخ مما يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

البواسير من الأمراض الشائعة جداً، والسبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وخاصة حال وجود الإمساك، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك؛ زادت الإصابة بحالات البواسير.

أسباب الإصابة:
1- الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج.

2- وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم.

3- الإصابة بحالات فشل الكبد سواء بسبب تليف أو تشمع الكبد، فإن أوردة المستقيم تحتقن بالدم وتنتفخ؛ مما يُؤدي أيضاً إلى البواسير.

4- في حالات الحمل بسبب ارتفاع الضغط في البطن بفعل نمو حجم الرحم، وحصول الإمساك، وغيرها.

الأعراض:
وتشمل أعراض الإصابة بالبواسير حكة شرجية، أو ألما في فتحة الشرج خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز، أو ألما خلال عملية التبرز، والشعور بكتلة عند فتحة الشرج، وعادة يمكن تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص السريري، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أنواع البواسير:
1- البواسير الخارجية: وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، وترى على شكل طيّات صغيرة للجلد بارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضا، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيفا دمويا.

2- البواسير الداخلية: ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي -عادةً- غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:
- درجة أولى تبقى في المستقيم.
- درجة ثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط ولكنها تعود عفوياً.
- درجة ثالثة تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب رداً بالأصبع.
- درجة رابعة تبقى هابطة بشكل دائم ولا يمكن ردها.

علاج البواسير:
1- مغاطس الماء الدافئة بمعدل 2-3 مغطس يومياً، ومدة المغطس 15-20 دقيقة.

2- حمية عالية من الألياف لمكافحة الإمساك، وتكون بالاعتماد على الخضار والفواكه الطازجة.

3- السوائل بكثرة لمكافحة الإمساك أيضاً، وخاصة عصير الفواكه.

4- تنظيم وقت التبرز يومياً.

5- الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي 20- 30 دقيقة يوميا إن أمكن.

6- المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل:
- مراهم تحتوي على مخدر موضعي مثل الليدوكائين.
- مراهم تحتوي على الكورتيزون.
- مراهم تحتوي على مركبات عشبية طبيعية مثل الهيلار.

وعند المعالجات السابقة يلجأ إلى الجراحة مثل الربط أوالكي، أو باستئصال البواسير.

ونرجو من الله أن يكتب لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية علوه صالح

    لا إله إلا الله محمد رسول الله صل الله عليه وسلم
    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والاموات
    الهم رحمتك الواسعة اللهم غفرانك اللهم عفوك اللهم تجاوزك عنا وعنهم اللهم ثبتنا وأعنا على طاعتك اللهم شفائك للمرضى اللهم اجبر بخاطرهم اللهم أرضى عنا وعنهم واكتب لنا الجنة اللهم اجمعنا مع النبي الكريم الصادق الأمين محمد .صلو على المبعوث رحمة للعالمين محمد صل الله عليه وسلم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً