الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكيري مشغول بأحلام اليقظة ليلاً ونهارًا هل أنا قليل الثقة بنفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب في الثلاثين من عمري، -والحمد لله- مواظب على الفرائض من صيام وصلاة وحج، ومشكلتي هي أحلام اليقظة، فأنا دائمًا تفكيري مشغول بهذا الأمر ليلاً نهارًا.

وأحلامي تكون في أمور أريد تحقيقها، ولا أستطيع بسبب وضعي المادي، أو الاجتماعي، فمثلا أتخيل أني أصبحت رجل أعمال كبير، ولدي أموال طائلة وأنفق في الخير يمينًا ويسارًا، ومرة أتخيل أني أصبحت عالمًا عظيمًا في الشرع، ولي مكانة، وهكذا وحتى في صلاتي يأتيني هذا الأمر، والحق أني أحس ببعض الراحة؛ لأني أشعر أني حققت ما أريد حتى ولو في الحلم، ولكن على أرض الواقع لا جديد، فكما أنا في عملي الروتيني اليومي.

مع العلم أني متزوج، ولدي طفل، وهذا الأمر يلازمني منذ كنت في الثانوية.

بعض الناس يصفونني بضعيف الشخيصة، وقليل الثقة بنفسي منهم زوجتي، وأخاف من مواجهة الناس، فأرجو التوجيه، وهل لذلك أدوية؟

وجزاكم الله خيرًا مقدمًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ADEL حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك الصحة والعافية.

أخي الكريم: موضوع حديث النفس إلى النفس هو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

أما موضوع الثقة بالنفس فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكر دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك، وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرف بصورة طبيعية.

اتبع الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- قم بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، فأنت محتاج لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها.

2- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه، وتذكر أنك مؤهل للمهام التي تؤديها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ.

وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مر بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- ضع لك أهدافًا واضحة، وفكر في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشر ذوي الخبرة في المجال.

5- اطلع على سير العظماء والنبلاء، وأولهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

نسأل الله تعالى لك التوفيق فيما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً