الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي توتر مزمن وخوف من الإصابة بالسكري

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 21 سنة, أعاني منذ 7 أشهر من خوف شديد من الإصابة بمرض السكري!

أتى هذا الخوف أثناء فترة امتحاناتي، حيث أنني في ذلك اليوم رأيت في المنام - الحلم أنني أتناول الكثير من السكريات، وكان جسدي يرجف، وغير محتمل لهذا! وتكرر هذا المنام عدة مرات بعدها بأسابيع أو أشهر حيث أنني رأيت في منام آخر أنني أتناول كوباً من العسل، وأن جسدي لا يحتمل هذا العسل لشدة حلاوته!

علما بأنني استيقظت يومها وكان حلقي جافاً، وفمي أيضاً، وتبولت كثيراً في الصباح، وكنت في حال توتر كبير.

قمت بعمل فحص للسكري أثناء الصيام 8-10 ساعات، وكانت النتيجة 85، وأخبرني الطبيب أني لا أعاني من السكري! ورغم هذا استمر خوفي من الإصابة بهذا المرض، كما أن والدي أصيب بالنوع الثاني من السكر، عندما كان بعمر 32 سنة.

أنا لا أتناول السكر الأبيض منذ سنتين، والآن لا أستطيع تناول الحلويات العربية حتى إنني بمجرد أن أتذكرها أشعر بالغثيان الشديد!

علما بأني كنت أحب تناولها! قبل شهر، وقمت بتذوق قطعة حلوى عربية صغيرة، فشعرت بعدها بالنعاس والانزعاج، وذهبت بعدها للنوم مباشرة!

عندما أتناول التمر أو أي شيء حلو آخر أشعر بشعور سيء، لا يأتي دائماً، وهو على شكل نعاس! علما أني أتناول المشروبات المحلاة، مثل الكولا أو العصائر، وأحياناً الشوكولاته، ولا أشعر بهذا الانزعاج!

قمت قبل أسبوع تقريباً بعمل فحص للسكر التراكمي A1C فكانت النتيجة 5! فأخبرني الطبيب أنني أفتعل الأمراض لنفسي، وأن الأمر كله نفسي وأن علي أن أهتم بأمور أكثر أهمية! لا أدري هل الأمر نفسي حقاً؟ أتعبني التفكير فقرأت مئات المقالات عن هذا الموضوع، ولم أجد من يقول إن هذا الشيء نفسي.

المعظم يقول: إن الانزعاج من تناول السكريات هو علامة على مرض السكري.

أنا لا أعاني من أي أعراض للسكري، أعني بالنسبة للتبول أو العطش، لا أعطش أبداً.

قمت بشراء جهاز لفحص السكر لقياس السكر عندما تأتيني حالة الغثيان الشديدة من تناول السكريات، وعدم الرغبة في تناولها مطلقاً، فكانت التنيجة طبيعية أيضاً.

إني لا أحب تناول السكريات أبداً، وتأتيني تخيلات أني في المستقبل سوف أضطر لتناول قطعة من الحلوى بسبب مناسبة أو ما شابهه، وهذا يزعجني كثيراً، ويسبب لي غثيان!

أرجو المساعدة، هل حقا مشكلتي نفسية؟! وإذا كانت كذلك فما علاجها! وهل هناك فحوصات أخرى غير فحص السكر التراكمي، وفحص السكر الصيامي، يجب أن أقوم بعملها؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما أوردت في الاستشارة من نتائج التحاليل المتعلقة بالداء السكري فإن النتائج كانت طبيعية، ولا يوجد لديك ما يدل على الإصابة به، والحمد لله، وأغلب ما ذكر في الاستشارة يتعلق بالناحية النفسية والقلق، والخوف من الداء السكري ليس إلا.

لا ينصح بإجراء أي تحاليل إضافية، لأن التحاليل التي أجريتها كافية، ولا داعي لإعادتها.
إليك لمحة موجزة عن الداء السكري، الداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم العربي.

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري أو الذين لديهم بدانة هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم.
هؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة شهور للتأكد من عدم الإصابة.

الخلل الرئيسي في الداء السكري إما بنقص الأنسولين وهو الهرمون المسئول عن حرق السكر في الدم، أو بعدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.
أنواع الداء السكري، الداء السكري نمط 1، ويسمى السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم.

هذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة.

هذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

الداء السكري نمط 2، عادة يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس.

علاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض الداء السكري: زيادة العطش وتكرر التبول ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع.

كما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية وتحتاج للعلاج في المشفى.

تشخيص الداء السكري، يكون بتحليل سكر الدم، بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ / 100 ملليتر فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ / ملليتر فهذا أيضا يثبت التشخيص.

أهم النصائح في الداء السكري، بمحاولة ضبط الحمية، بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات والدهون والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية إن أمكن، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها بإذن الله.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً