الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسكنني الخوف والأرق بسبب زلزال حدث قبل سنوات، فكيف أرجع لطبيعتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، مشكلتي بدأت منذ كان عمري 14 سنة، حيث حدثت هزة أرضية وأنا في المدرسة، فخفت كثيرا، وبعدها بدأت تأتيني نوبات الخوف وقلة النوم والقلق، لكن بعد سنتين تقريبا ذهبت هذه الأوهام، ورجعت إلى حياتي الطبيعية.

سنة 2014 رجعت لي نوبات الخوف والقلق والوساوس، وأنني سوف أصاب بالجنون والموت، وأفكار كثيرة، فقدت بعدها لذة الحياة، وأصبحت أحس أنني لست أنا، وأن الناس حولي فرحون بينما أنا حزينة.

حاولت أن أنسى وأتأقلم مع صديقاتي وأضحك وأنسى، وفعلا لم يلاحظ أحد معاناتي، لكن سرعان ما أرجع إلى البيت، أو أنفرد بنفسي يرجع لي وهم أنني لن أكون سعيدة، وأصبح مكتئبة، حتى أحلام اليقظة لم تعد تراودني.

زرت طبيبا نفسيا، ووصف لي فليوكستين، لكن بمقدار حبة كل يومين، وبعد 8 شهور اختفت كل هذه الأعراض تماما، ورجعت إلى حياتي الطبيعية -ولله الحمد-.

الآن وبعد مرور سنة، يرجع الخوف، لكن أقل حدة، ويذهب من تلقاء نفسه، لكن منذ أسبوعين، وبعدما سمعت بظاهرة الانتحار التي انتشرت في مجتمعي، أصبح لدي خوف شديد، وأقول في نفسي: إنني مريضة وسوف أنتحر -رغم أنني مقتنعة تماما وضد الفكرة-، لكن الفكرة تخيفني كثيرا، وسببت لي اكتئابا وعدم التلذذ بالحياة.

أنا الآن أعيش حياة هادئة، وكل شيء متوفر لدي -الحمد لله-، لكن لا أستطيع أن تمر الأحداث ولا أستفيد منها، فالخوف يسيطر علي، أحاول عدم الاكتراث، وأن أعيش حياتي، وأستفيد من هذه الفترة الجميلة التي أمر بها، لكنني لا أقدر، هناك شيء يمنعني، لا أدري ماهو.

أقول في نفسي: إنني يجب أن لا أكترث لهذه الأفكار، وأعيش حياتي، لكن ما أن تمر دقائق حتى أرجع لطبعي، وأنه ليس لدي الرغبة في فعل أي شيء، ورأسي يؤلمني كثيرا، فأول شيء أفكر فيه عند الاستيقاظ أنني مكتئبة.

لا أدري ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، أنا لا أريد الرجوع إلى الطبيب لكي لا أخيف أهلي، خصوصا أن أمي مريضة، ولا أريد تخويفها، هل مرضي خطير؟ هل ستذهب هذه الأفكار، وهذا الإحساس الغريب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرات كلامك أكثر من مرة بعقل الطبيب النفسي الذي يبحث عن الأعراض الصعبة، ولكنني لم أجد إلا أشياء إيجابية، كل الأعراض، كل التي ذكرتيها، كانت لا ترقى لمستوى الأعراض الصعبة، ومعظمها تحسن، أو بعضها اختفت تماما.

أنصحك بالمضي قدما في حياتك، وأن تكون لك هوايات وبرامج لشغل وقتك، لا تعانين من أي أعراض خطيرة، ولا تلتفتي لهذه الوساوس البسيطة، أما إذا استمررت بالرغم من هذه النصائح التي ذكرناها لك، فيمكنك أن تتناولي فلوكستين 20 ملجم يوما بعد يوم، أو يوميا، يمكن أن يساعدك، وهو دواء فعال لا يسبب الإدمان، ويمكنك التوقف عنه في أي وقت.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً