الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بالقلق والخوف من الحياة وعدم الثقة بالنفس

السؤال

السلام عليكم!
بصراحة أنا تعبانة جداً من هذا الإحساس، حيث أحس أن هذه الحياة حلم، وأنني ما أصدق أن هذه الحياة حقيقية، رأسي سينفجر من التفكير، أخاف من أني سأفقد وظيفتي وأسرتي بسبب هذا التفكير الذي يجعل ثقتي بنفسي تنهار!
حاولت مراراً عن طريق القرآن الكريم، والتمسك بأذكار الصباح والمساء، ولكن لا فائدة، أحاول أن أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكنني في داخلي مريضة، لا أدري ما هذه الحالة التي تتعبني؟
أشعر بأنه لا يوجد في الأرض واحدة باسمي -أي أنني من وحي الخيال- أشعر بأنني من وحي الخيال، ولا وجود لي في هذه الدنيا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لعل التغيرات التي تطرأ يومياً على هذه الحياة هي ما تسبب القلق والتوتر والانفعال، وتجعل أعصابك تلتهب، وهذا بالتأكيد، ومن الطبيعي أن تفقدي الأمان.
وربما قد تكون هناك عوامل أخرى دافعة إلى هذا الشعور بالقلق وعدم الثقة بالنفس، كمشاكل المنزل، وهموم الأطفال إذا كنتِ متزوجة، ولكن الأهم والأخطر ما يواجه الناس من ضغوطات في أماكن أعمالهم، واعلمي -أيتها الأخت المباركة- أن الأصل في الإنسان أن لا يسير وراء الظنون والشكوك، وعدم ثقتك بنفسك ناتجٌ عن ظنون وشكوك، والأصل في الإنسان أن يحسن الظن، فحاولي أن لا تقلقي على أشياء قد تحدث في المستقبل وقد لا تحدث، بل أريدك أن تركزي جهدك على الزمان الذي تستطيعي أن تفعلي فيه شيء.

عيشي واقعك بكل ما فيه، وحاولي أن تدفعي المشاكل بعيداً، وركزي طاقتك واهتمامك على ما يرجع عليك بالفائدة، ولا تشتتي ذهنك في شيء لا يعود عليك بالفائدة، وأحياناً كثرة التفكير في شيء ما يتعبك ويجعلك تتصورين أموراً خارجة عن نطاق الواقع، فتتعبي نفسك بكثرة التفكير، وأحياناً يكون تفكيرك سلبي، فاتركي عنك هذا التفكير، وفكري بإيجابية، وجنبي نفسك مخاطر القلق، ولتكن لديك نفساً هادئة، وروضي نفسي على التصدي للمشاكل، وابعثي الحيوية في حياتك الجديدة.

ولكي تعيدي ثقتك بنفسك عليك بما يلي:-

1- توقعي الأفضل دائماً، وعندما تواجهك عوائق في الطريق لا يمتلكك الإحباط واليأس، وإنما حاولي أن تتجاوزي ذلك بسرعة، وكوني متفائلة وإيجابية.

2- اجعلي الحيوية والعزيمة شعاراً بين عينيك، واعشقي العمل، واستمتعي به مهما كان شاقاً، واتسمي بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، وتميزي بوضوح الهدف والعزم.

3- اجعلي نفسك شخصية متعاونة مع الآخرين، واشعري بالسعادة إذا اشتركت في عملٍ جماعي.

4- فكري في تطوير ذاتك دائماً إلى الأحسن، وابحثي عن الشيء الذي ينفعك.

5- تعلمي الصراحة في كل شيء، وكوني واضحة، ولا تميلي إلى استخدام الإيماءات.

وأريدك أن تتركي باب الأمل دائماً مفتوح، ولا تيأسي ولا تقنطي، فأنت صاحبة مواهب وطاقات تستطيعين أن تسخريها لخدمة أمتك ووطنك، وحاولي أن ترفهي على نفسك إذا أحسست بالقلق، وزوري صديقاتك، وأشغلي أوقات فراغك بالمطالعة الهادفة النافعة، ولا تتركي الفراغ يتغلب عليك وينسيك هدفك من هذه الحياة.

اطمئني فأنت بخير والحمد لله، فقط تحتاجين إلى إعادة ثقتك بنفسك، وبهذه الخطوات تستطيعين بإذن الله تعالى أن تعيدي ثقتك بنفسك.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً