الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أتوتر أشعر بألم شديد في رجلي اليسرى، لماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً: أنا طالبة أبلغ من العمر (21) سنة، في فترة الامتحانات أتوتر كثيراً، وأفقد تركيزي، لاحظت منذ فترة بأنني كلما زاد توتري وقلقي -وبالأخص في وقت الامتحان، أو في أي موقف صعب أمر به- أشعر بألم شديد جداً في رجلي اليسرى، هذا الألم يبدأ من الركبة وصولاً إلى الفخذ كاملاً، كأنه شد عضلي شديد، ولا تصحبه أي تشنجات، ولا يزول بسرعة بزوال الموقف، بل يأخذ وقته ويهدأ تدريجياً خلال اليوم نفسه، أي مجهود بدني لا يسبب لي هذا الألم، فهو مقتصر على المجهود النفسي العصبي، كثير من أصحابي جعلوني قلقة بشأن هذا التوتر فأتمنى منكم الإفادة.


ثانياً: أشعر بألم شديد في قصبة الرجل، أقصد في العظام نفسها، وذلك حينما تبرد الرجل، وأحياناً دون سبب واضح، وأحيان أخرى في حالات القلق والتوتر، فهل لهذا الأمر علاقة بحالات التوتر والقلق؟ وهل الموضوع له علاقة بالأعصاب أو العظام؟

آسفة على الإطالة، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا النوع من الألم الذي تعانين منه ليس له علاقة بالعظام أو الأعصاب، فهو -كما ذكرتِ- مرتبط بالوضع النفسي، وخاصة عند التوتر والقلق.

فعلى الرغم من أن معظم الآلام التي تظهر في منطقة الركبة لها علاقة بالأنسجة التي في المفصل أو حول المفصل، مثل: خشونة الركبة، أو التهاب الأوتار، أو الأربطة التي حول الركبة، إلا أن العامل النفسي له دور في زيادة الأعراض، وفي حدوث أعراض، وفي مثل هذه الحالة فإنه يلاحظ المريض مدى الارتباط بين الوضع النفسي وألم المفصل، وفي أوقات أخرى، وكما هو الحال عندك، فإنه عندما يتحرك أو يجلس على الركبة فإنها لا تؤلمه، وبما أن الآلام الجسدية يمكن أن تتحسن بالمسكنات، إلا أن الآلام الناجمة عن القلق والتوتر فقد يجد الإنسان الصعوبة في تخفيفها، إلا إذا خف التوتر والقلق، واستطاع التخلص منها.

ومن التفسيرات لهذه الظاهرة، أي أن آلام المفاصل، قد تحدث بسبب القلق، فإن التوتر يجعل الإنسان قد يجلس في وضعيات غير صحية، أو يستلقي على جانب أكثر من الآخر، أو أن يحصل نوع من الشد في العضلات، وخاصة عضلات الرقبة، إلا أنها تحصل في أي مكان آخر، والآلام في الرقبة تسبب صداعاً أيضاً.

ومن ناحية أخرى فإن الإنسان الطبيعي قد تحدث له آلام عادية في المفاصل؛ نتيجة وضعيات معينة، إلا أن الإنسان المتوتر يشعر بهذه الآلام بشكل أكبر، ولعلاج هذه المشكلة، حاولي أن لا تضعي جهداً إضافياً على الركبة أثناء حصول الألم، وحاولي أن لا تضعي رجل فوق الأخرى، ويمكن أن تحاولي أن تمدي الرجل (stretching)، ويمكن أن تتناولي المسكنات التي تساعد على تخفيف الألم أثناء حدوثه، ومن ناحية أخرى فإنه يجب التخلص من التوتر والقلق، بممارسة تمارين الاسترخاء بشكل يومي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً