الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف الشديد والعصبية التي تؤثر على علاقاتي، ما الحل لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا رانيا، عمري 18، أريد حلًا لمشكلتي، وهي: أني أعاني من خوف شديد من كل شيء، لا يوجد شيء معين أخاف منه، حتى أنه يؤثر على علاقاتي مع الناس من جوانب كثيرة، وأنا عصبية جدًا، لا أقدر على أن أمسك أعصابي، أبدأ بالصراخ والتكسير، ولا أرتاح بعد ذلك، وقد خسرت كثيرًا من الناس بسبب ذلك، فكيف أتخلص من مخاوفي وعصبيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ابنتنا العزيزة: ربما يكون الخوف الذي تعانين منه ناتجًا عن ضعف الثقة بنفسك، وتقديرك المنخفض لذاتك، وإليك بعض الإرشادات فربما تفيدك في التخلص من المشكلة:

1- حاولي القيام بتعداد صفاتك الإيجابية، وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً. فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية، ويدعمها، ويثني عليها. والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الأخوان أو الصديقات.

2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه الكثيرة التي حباك بها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، واعتبري الخطأ وسيلة تعلم؛ لتتجنبيه في المرات القادمة.

4- ضعي لك أهدافًا واضحة، وفكري في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشيري ذوي الخبرة في المجال.

5- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:
- الرغبة في بلوغ الكمال.
- سرعة التسليم بالهزيمة.
- التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
- التلهف إلى الحب والعطف.
- الحساسية الفائقة.
- افتقاد روح الفكاهة.

وحاولي التحلي بالصفات التي ضدها، مثل: القناعة بما عندك، وعدم الاستسلام، والاستفادة من التجارب الفاشلة، وتمني للآخرين النجاح، وليكن نجاحهم دافعًا وحافزًا بالنسبة لك، واسعي ليكون حب الله ورسوله هدفًا لك، وليكن مقياسك للأمور مستمدًا من الكتاب والسنة، لا من الهوى والأحكام الذاتية.

6- لا تقللي من شأنك ومن قيمتك، فأنت بالله أقوى، وأنت بالله أعزّ وأرفع، وتذكري حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يومًا، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

7- مارسي تمارين الاسترخاء العضلي في حالة الضيق أو التوتر الشديد، وتجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

8- تعلمي ودربي نفسك على هذه الكلمات لإدارة الغضب والعصبية (توقف– فكر– افعل). واعتبريها إشارة المرور في نشاطاتك اليومية.

شرح الله صدرك، ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً