الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس باختناق وضيق تنفس مع خفقان القلب وجفاف الفم ورجفة اليد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية: أشكركم وأشكر جميع القائمين على الموقع الرائع، وجزاكم الله خير الجزاء.

عمري 30 عاماً، مدخن غير شره تقريباً ربع إلى نصف علبة في اليوم، وأعمل مديراً في بنك، ودائما يوجد لدينا ضغط في العمل.

حالتي بدأت قبل 4 أيام في العمل وأثناء صلاة الظهر، أحسست باختناق وضيق تنفس شديد مع خفقان بالقلب وجفاف الفم ورجفة باليد، ولم أكمل الصلاة، فخرجت لاستنشاق الهواء، وخلال هذا اليوم أصابتني تقريبا خمس نوبات نفس هذه الحالة.

ذهبت إلى المستوصف، وأخذت جرعة أوكسجين، وخلال أول يوم عندما أغط في النوم أفز من نومي، وتمت معي هذه الحالة تقريبا 7 مرات إلى أن نمت نوماً عميقاً، وفي اليوم الثاني قمت بأخذ تحاليل للضغط وكان مرتفعاً قليلا، والسكري سليم، وإنزيمات الدم وتخطيط القلب سليمين، ولكن خلال هذا اليوم أصابني غثيان مع فقدان للشهية، ولا أستطيع الأكل، وأصابتني نوبة اختناق بعد أكلي قليلاً من الأرز.

مع العلم أني كنت قبل ذلك من محبي الأكل وآكل بشراهة، والآن لا أستطيع إلا أكل التمر واللبن، وفقدت 3 كيلو خلال 4 أيام، والغثيان الشديد مستمر إلى الآن.

الرجاء إفادتي بالمشكلة، وهل هي جسدياً أم نفسيا؟ مع العلم أني شخص اجتماعي، وليس لدي مشاكل، ولكن أقلق أحياناً من الأمراض، أو هي مشاكل بالمعدة والجهاز الهضمي.

وبارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل عامٍ وأنتم بخير، وشكرًا لك على كلماتك الطيبة لما نُقدمه من عمل، ونسأل الله أن يوفقنا في خدمة الجميع.

معظم الأعراض التي ذكرتها في أول رسالتك: هي أعراض نوبات هلع، لأنها أصبحت تتكرر، من خفقان في القلب وشعور بالاختناق وآلام مختلفة.

إذًا ما تعاني منه هي نوبات هلع تكررت عليك أكثر من مرة، ويبدو أن إحدى هذه النوبات أصابتك بعد الأكل مباشرة، ممَّا سبب لك الغثيان، وبعدها استمر الغثيان كعرض مستمر كما ذكرتَ، وقد ذكرتَ أصلاً أنك أجريت فحوصات كثيرة، وكانت طبيعية، ومن الشيء الطبيعي أن يزداد ضغط الدم عند التوتر والقلق.

إذا استمر الغثيان لفترة أطول؛ فيمكنك مراجعة طبيب باطني، أما هذه الأعراض التي ذكرتها في مجملها هي أعراض نفسية من وجهة نظري، ناتجة من نوبة هلع، وناتجة من الضغوطات في العمل كما ذكرتَ.

ثانيًا: أرجو مخلصًا وجادًا أن تحاول الإقلاع عن التدخين، ونصف علبة أو ربع علبة – أي خمسُ أو عشْرُ سجائر في اليوم – ليست كمية قليلة، وعادةً يُقال إذا كنت مُدخنًا شرسًا وقلَّلْتَ كمية السجائر التي تُدخنها فإنك تعوِّض بالاستنشاق كمّيَّة أكبر.

والتدخين عامَّة له تأثير على الشهية وعلى هذه الأشياء، فلا ضرر ولا ضرر، فأرجو مخلصًا أن تحاول التوقف عن التدخين، لأنه مُضرٌ ومؤذي.

يمكنك أن تتناول بعض الحبوب أو الأدوية التي تساعد في علاج الهلع، ودواء (سبرام Cipram) أو ما يعرف علميًا باسم (ستالوبرام Scitalopram) 20 مليجرام، فلنبدأ بنصف حبة – أي 10 مليجرام - يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يمكن أن تتناول حبة كاملة (20 مليجرام) وسوف يبدأ المفعول خلال أسبوعين، وإن شاء الله يحصل التحسُّن في مدة شهرين، ويمكن أن تستمر في تناول الدواء إلى فترة 3 أشهر، وبعدها يمكن أن تتوقف عن تناوله.

كما أنصحك أيضًا بمحاولة ممارسة الرياضة، خاصة رياضة المشي، فهي تؤدي إلى الاسترخاء، وأزيدك نصحًا وذِكرًا بأن تحرص على الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، قال الله تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا ام عبدالله

    الخوف الشديد

  • النمسا خالد

    السلام عليكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً