الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدت نور وجهي وبريقه بعد ممارستي للعادة السرية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أمارس العادة السرية، وقبل أن أبدأ بممارستها قبل 3 سنوات كان في وجهي نور وبريق ولمعان، وهذا الأخير بدأ يزول مع زيادتي لفعل العادة السرية لحد أنه اختفى.

مع العلم أني مارستها طوال 3 سنوات، فهل بتركي لها سأرجع إلى ما كنت عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يُجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل أمين –: فإنه ممَّا لا شك فيه أن هذا النور الذي ذهب من وجهك، وهذا البريق واللمعان شيءٌ طبيعي بسبب هذه المعصية؛ لأنه كما ذكر العلماء، وهذا في كلام ابن عباس رضيَ الله عنهما، حبر الأمة وتُرجمان القرآن كما لا يخفى عليك، قال: "اعلم – رحمك الله – أن للطاعة نورا في الوجه، وذكاء في العقل، وبهاء، وتوفيقا وسدادا، وراحة في النفس، واطمئنانا في القلب، وأُنسا بالربِّ جلَّ جلاله". وعكسها المعصية، أول أثرٍ من آثارها: ظلمةٌ في الوجه، وضيق في الصدر، ومحقٌ للبركة من الأرزاق والأوقات... إلى غير ذلك.

فهذا الذي تعاني منه بسبب العادة السرية إنما هو شيءٌ طبيعي نتيجة لشؤم هذه المعصية، وهذا الأمر الذي تعاني منه من علامات محبة الله لك؛ لأنه نوع من التنبيه لك، فإن الله تبارك وتعالى أراد أن يُنبهك؛ لأنك تفعل خطئًا، وأن هذا الخطأ سوف يضرك، ومن الممكن أن تُعاقب بعقابٍ آخر غير هذا العقاب.

ولذلك أقول: إن رؤيتك وملاحظتك لهذا الأمر من علامات محبة الله تبارك وتعالى لك، فانتبه – بارك الله فيك ولدي أمين – وحاول أن تتخلص من هذه المعصية، أولاً: حتى يعود إليك النور ويعود لك البريق واللمعان والنضرة والتوفيق الذي كنت تشعر به.

ثانيًا: حتى تحظى بمرضاة الله تبارك وتعالى.

ثالثًا: حتى تحافظ على صحتك، فإن هذه العادة تُدمِّر البدن – يا ولدي – وتُضعف القُوى، وتصيبك بأمراضٍ عِدة قد لا تشعر بها الآن، ولكنها سوف تأتيك مع الزمن، وقد تجعلك اعتدت هذا الأمر، فإذا ما قدَّر الله وتزوجت فلن تستطيع أن تأخذ حظَّك من زوجتك، ولن تستطيع أن تُجامعها بطريقة صحيحة، ولن تستمع هي بالتالي؛ لأنك ستشعر أنك لست رجلاً؛ لأنك ستشعر بأنك ضعيف أمامها، وبالتالي قد تُفكِّر في أن تتخلص منك، أو أن تنظر لغيرك – والعياذ بالله – إذا لم تكن امرأةً أمينة أو عفيفة؛ لأنك لن تستطيع أن تُشبعها أو تعطيها حقها، فأنت بذلك تُدمِّرُ حاضرك وتُدمِّرُ مستقبلك، وتُفسد علاقتك بربِّك ومولاك.

ولذلك أنصحك بالتوقف الفوري، واعلم أنك مارست العادة السرية بقرارٍ منك شخصيًا، لن يفرض عليك أحد بالقوة أن تفعلها، وبالتالي فأنت صاحب القرار بالتوقف عنها، قد تُعاني بعض الشيء ولكنك ستنجح، ما دامت لديك إرادة، ولديك رغبة قوية، فثق وتأكد أنك سوف تنجح -بإذن الله تعالى-.

كل الذي عليك أن تبحث عن العوامل التي تؤدي إلى وقوعك في المعصية، فإذا كانت الخلوة (مثلاً) فحاول ألا تختلي بنفسك فترات طويلة، كذلك إذا كان وقوعك في المعصية بدخولك إلى بعض المواقع المثيرة حاول ألا تدخل إليها، كذلك إذا كان مُكثُك في دورة المياه فترة طويلة حاول ألا تُطيل الجلوس في دورة المياه، حاول أن تجعل باب غرفتك مفتوحًا، المهم أن تبحث عن ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك أمام الشيطان؟ وحاول أن تقضي عليها.

عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله من ذلك، وهناك أيضًا استشارات موجودة في الموقع تستطيع بها أن تتعرف على وسائل أكثر لتساعدك في التخلص من هذه العادة المحرمة، التي قال الله فيمن يفعل ذلك {فمن ابتغى وراء فأولئك هم العادون}.

أسأل الله أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يجعلك من الصالحين، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر رحاب

    التخلص منها ليس بالامر الهين

  • عمان

    السلام عليكم ورحمة الله
    أشكر الشيخ على هذه الإجابة وأدعو الله أن يشفيني و جميع من يمارس هذة العادة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً