الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس أنني سوف أقتل طفلي، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 25 سنة، متزوجة منذ 7 سنوات، في صغري كنت أخاف من الليل كثيرا، وكنت أحيانا لا أستطيع النوم من شدة الخوف، وقد اختفى هذا الخوف مع الزواج.

بدأت مشكلتي منذ رمضان السنة الماضية، وأنا أطبخ كنت أقطع دجاجة، فتساءلت في نفسي: هل من الممكن أن أفعل هذا بابني يوما ما، وتعوذت من الشيطان، وأكملت، وظلت الفكرة في نفسي حتى صباح اليوم التالي.

كتبت في الانترنت: كيف أتخلص من وسواس الشيطان؟ فظهر لي الفرق بين وسواس الشيطان والوسواس القهري، وشعرت بأنني أعاني من كل الأعراض، فأصابني الخوف والذعر الشديد، ومن وقتها وأنا أخاف أن أبقى مع ابني لوحدي، وأصبحت أخفي السكاكين لكي لا أسبب له الأذى.

حاولت جاهدة أن أتخلص من خوفي، وأن لا أخفي السكاكين، واستطعت -بحمد الله-، وأحيانا أستطيع أن أسيطر على أفكاري السيئة، وأعيش طبيعية، وخلال السنة ولمدة شهرين لم يصبني أي شيء من الوسواس، وأحيانا يصيبني إحباط شديد، فأبكي بشدة وحرقة، وأخاف وأرتعب، وأتذكر أن هذا المرض لعنة أزلية، وأنه لا يمكن الشفاء منه، وتبدأ الوساوس بأنني لن أنجب غير طفلي هذا، وبأن حياتي ستكون تعيسة، وبأنني سأقتل طفلي يوما ما.

ويزداد الأمر سوءًا إن كان الدوار شديدا، علما بأنني أعاني من الدوار منذ 5 سنوات، ولا يوجد أي سبب له، علما بأنني عملت كل الفحوصات، ولا يوجد شيء سوى نقص بعض الفيتامينات، وأقوم بتعويضها، ولا يذهب الدوار.

أنا إنسانة اجتماعية، أحب الناس والضحك والتفاعل مع محيطي، ولكنني أصبحت محبطة جدا، علما أن تمر علي أيام لا أشعر فيها بأي شيء، وأعيش سعيدة جدا.

فهل أنا مصابة بمرض عقلي؟ وهل فعلا لا علاج له؟ وهل لن أنجب أطفالا؟ والسؤال الأهم: هل ستزداد المشكلة وسوف أسبب أذى لطفلي؟ علما بأن طفلي هذا هو الأول بعد إجهاضين متتابعين.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنا بادئ ذي بدء أؤكد لك أنك لن تقومي بإيذاء طفلك مطلقًا، فمن فضل الله ورحمته صاحب الوسواس لا يُنفذه أبدًا خاصة إذا كان قبيح المحتوى.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي بك هو وسواس قهري، وسواس الخوف من الإيذاء من الوساوس التي نُشاهدها كثيرًا، والوسواس يُعالج من خلال التحقير والتجاهل والإعراض التام عنه، ومهما كان مُلحًّا ومستحوذًا احذري من مناقشته، حين تأتيك الفكرة خاطبي الفكرة مباشرة قائلةً: (أنت فكرة وسواسية حقيرة، أنت تحت قدمي، لن أهتم بك أبدًا) وهكذا.

وفي ذات الوقت لا تتجنبي أن تمسكي السكين وخلافه، لأن التجنب والإعراض عن التعرُّض يزيد من الوساوس.

هذه هي المبادئ العلاجية التي أنصحك بها، ويجب أن تُطبقيها، وتلتزمي بها، وأكثري من الاستغفار، وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وفي ذات الوقت أنت قطعًا محتاجة لعلاج داوئي، فهذا النوع من الوساوس قبيح لأنه مؤلم للنفس، والدواء حقيقة يُساعد كثيرًا، فأنا أفضل أن تتناولي أحد مضادات الوساوس كعقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وإن أردتِ أن تستشيري طبيبك في هذا السياق أيضًا هذا أمرٌ تأكيدي، أنا أُقِرُّه، بل أؤيده كثيرًا.

جرعة البروزاك المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة يوميًا، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تتناولينها بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم تجعلينها كبسولتين يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهرٍ، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ام جنى

    وانا متل مشكلتك والله كانك بتحكي عني

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً