الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقصرة مع زوجي في المعاشرة الجنسية، أرشدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذه الخدمة الجليلة التي تقدمونها، والتي لا تقدر بثمن دنيوي، وإنما أجركم -بإذن الله- جنات عدن خالدين فيها. فأنتم ملاجئي بعد الله.

مشكلتي –وللأسف- تحول حياتي إلى سواد، فأنا متزوجة منذ سنتين، وعندي بنت تبلغ 10 شهور، زوجي أعظم رجل في العالم و-لله الحمد- يحبني ويعطيني كل ما أريد، ويستطيع مادياً وعاطفياً، ويغرقني حباً، وهذا من فضل ربي، ولكني لم أذق معه طعم اللذة الجنسية أبداً، ولهذا فأنا مقصرة معه جداً؛ لأني أصبحت أكره الجنس وأخاف منه.

أتألم جداً، وأعيش حالة رعب، وقد راجعت طبيبة نساء، وأخبرتني أني لا أعاني من مشاكل عضوية، ولكن الموضوع نفسي؛ ربما لانشغالي بالعمل والدراسة.

كنت أمارس العادة السرية أحيانا قبل الزواج، ولكن بدون لمس للمنطقة، وتركتها منذ فترة طويلة.

لا أعاني من مشاكل صحية، ولا أتناول حبوب منع الحمل.

مهما طالت فترة المداعبات أو قصرت فأنا لا أشعر بشيء رغم محاولاتي ورغبتي، ومحاولات زوجي، لكني دائما أفشل، وأحيانا أتظاهر من أجل إسعاد زوجي، وأحيانا أفشل حتى بالتظاهر.

صبر علي زوجي، وانتهت أشغالي، ولكن مشكلتي ما زالت صامدة، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تعانين منه -يا ابنتي- ليس برودا جنسيا -كما تعتقدين- بل يسمى بـ(صعوبة الوصول إلى الذروة الجنسية) وهذا التفريق هام؛ لأن البرود الجنسي يعني عدم وجود الرغبة في العلاقة الزوجية من الأصل, لكن صعوبة الوصول إلى الذروة يعني وجود الرغبة في الممارسة الزوجية، لكن الزوجة لا تتمكن من الوصول إلى الذروة خلال هذه الممارسة لسبب ما, وفي مثل حالتك هنالك أسباب عدة قد يكون لها دور في ذلك منها:
1- أنك مرضعة، ومع الإرضاع يكون هرمون الحليب مرتفعا، وهرمون الأستروجين منخفضا, وهذا يؤدي إلى ضعف في استجابة الغدد المرطبة على المداعبات حتى لو طالت فترة هذه المداعبات, مع رقة في بشرة المهبل، وحتى بشرة الأشفار.

2- كما أن الحمل والولادة والإرضاع، وما يتبع ذلك من جهد واهتمام بالطفلة خلال النهار والليل, قد يكون سببا في استنزاف جزء لا يستهان به من طاقاتك الجسدية والفكرية, بحيث تكونين مرهقة بعض الشيء عند مقاربة زوجك لك, وهذا يقلل من الاستجابة على المداعبات والتحضيرات.

3- إن اهتماماتك وأولوياتك بعد الإنجاب قد تغيرت بعض الشيء, فبعد قدوم طفل جديد تصبح أولويات السيدة مركزة على هذا الطفل فيحتل الاهتمام به تفكيرها, وتصبح باقي الرغبات عندها في مرتبة ثانوية, وفي أغلب الأحيان يكون هذا التغير بشكل لاإرادي، ومن دون أن تدرك السيدة هذا الأمر.

4- ومن أسباب عدم وصول الزوجة للذروة الجنسية في علاقتها مع زوجها, هو فقدانها للاسترخاء الذهني اللازم للاسترخاء البدني، والشعور بالمتعة، مع بقاء تفكيرها مشغولا في كل حركة تصدر منها أو من زوجها, وتدقيقها في ردة فعل زوجها أو أدائه، ومحاولات إرضائه, أو حتى قلقها من عدم حدوث استجابة لديها، وما يسببه هذا من انزعاج للزوج، وشعور بالذنب من قبلها, فالخوف من الفشل في الوصول إلى الذروة قد يكون هو نفسه سببا للفشل عند الكثيرات.

نصيحتي لك هي بالتحدث إلى زوجك بصراحة, وتوضيح الأمر له على أنك تحبينه، ولكن هذه هي مرحلة مؤقتة، قد يكون لها علاقة بالولادة والإرضاع, وبأن الأمر عندك سيتحسن -إن شاء الله- بعد الفطام, وأكدي له بأن سعادتك الآن ورضاك ينبعان من وجوده إلى جانبك، وأن مجرد رغبته في لقائك يجلب لك الرضا والسرور.

وخلال هذه الفترة يمكنك استخدام المزلقات الطبية, مثل (K-Y) جل, فهذا قد يفيدك إلى جانب إطالة فترة المداعبات، مع اختيار توقيت للعلاقة بحيث لا تكونين فيه مرهقة, ويكون ذهنك متفرغا للتركيز في الممارسة.

نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان مرافي علي الله

    والله ربنا يعينك

  • أمريكا حكايه

    وانا، مثلك تماما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات