الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الرغبة في التبول كلما خرجت من المنزل، ما تفسيره؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 24 عاما، منذ أكثر من شهرين أصبت بوسواس غريب مفاجئ، وهو الرغبة في التبول عندما أكون في مكان عام، أو في محاضرات، أو بين الأصدقاء، وهذا الوسواس أصبح يلازمني بشكل دائم، ويصاحبه زيادة في نبضات القلب، وتعرق، وخوف من الإحراج، كنت أمتنع عن اللقاءات والمناسبات الاجتماعية.

بعد ذلك عرضت مشكلتي على راق شرعي، وطلب مني أن أبدأ العلاج بالرقية الشرعية، فبدأت بالرقية، وتكثيف الجانب التعبدي خلال شهر رمضان، فازدادت حالتي سوءا، أصبت بوساوس عديدة ذاتية، ودينية، وخوف وهلع وبكاء، فتوقفت عن الرقية خشية أن تزداد حالتي سوءا أكثر.

والآن أشعر بالارتياح قليلا، لكنني عندما أذهب للزيارات والمناسبات أبقى طيلة الوقت صامتة، وأتذكر ما أصابني قبل الرقية وبعدها، ولا أشعر بالارتياح، وأشعر بالحزن لأن ليس لدي تفسير منطقي لما حدث لي، ما هو الحل لهذه الوساوس؟

علما أنني أحاول تجاهلها وتزاد شدتها، هل أواصل الرقية؟ أريد إجابة شافية لما حدث لي من الجانب النفسي، والديني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بوح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً هذا النوع من الوسواس هو وسواس سخيف، لكن -إن شاء الله تعالى- لن يحدث أي شيءٍ ممَّا تتخوفين من حدوثه، وهو موضوع التبول والرغبة فيه.

الوساوس في بعض الأحيان تزداد مع المناسبات، أو مع الانفعالات، إذا كانت هذه الانفعالات إيجابية أو سلبية، أنت -جزاك الله خيرًا- قمت بالاجتهاد في شهر رمضان، وهذا زاد من وساوسك، وظهرت لديك وساوس ذاتية ودينية، وهذا يحدث، نشاهد ذلك كثيرًا، ولا يُعرف السبب في ذلك، لكن أنا أعتقد أن الوسواس الذي يزداد حين تجتهدي في عبادتك هو وسواس خنَّاس، لذا يجب أن يحرص الإنسان على قراءة المعوذات، وأن يستغفر، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، حتى يخنس الشيطان -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لعلاج وساوسك هذه: أنت مجتهدة -الحمد لله تعالى- في تجاهلها وتحقيرها وعدم مناقشتها، وهذا أمرٌ جيد، لكن أنا أعتقد أن العلاج الدوائي علاج أساسي وضروري في مثل هذه الوساوس، لأنها وساوس فكرية في المقام الأول، والوساوس الفكرية تستجيب بصورة رائعة جدًّا للعلاج الدوائي.

طبعًا ليس هنالك ما يمنع من مواصلة الرقية، لكن يجب أن تأخذي الجوانب العلاجية متكاملة، أي الجانب الديني والجانب النفسي والجانب الاجتماعي وكذلك الجانب البيولوجي – أي الدوائي - .

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: إن شئت أن تذهبي إلى طبيبٍ نفسي هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، أو حتى أي طبيب في الرعاية الصحية الأولية يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس، -الحمدُ لله تعالى- الآن بين أيدينا أدوية سليمة وممتازة، وأنا أعتقد أن عقار (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون دواءً رائعًا جدًّا في حالتك، وهو غير إدماني، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسوية، لكن يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بالجرعة لتحصلي على الفائدة المباشرة والجيدة والثابتة -إن شاءَ الله تعالى-.

يتميز البروزاك أيضًا بأنه مُحسِّنٌ للمزاج، ممَّا يعني أن الأحزان والكدر سوف يختفي تمامًا، وجرعة البروزاك هي أن تبدئي بكبسولة واحدة بعد الأكل، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تتناولينها لمدة شهرٍ، بعد ذلك تجعلينها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلينها كبسولة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً