الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تسارع نبضات القلب ومن أمراض أخرى كتنميل اليد، ما سببها؟ وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على جهودكم.

عمري 23 سنة، وزني زائد 76 كلغ، استفساري هو أن لدي نبض غريب في القلب، كأن هناك نبضة تقفز أو أن هناك فراغا ما بين النبضات، وأحيانا يترافق معه خفقان، وأحيانا يأتيني ألم في الصدر أيضا غريب ولا يستمر، ولا أستطع تحديد مكانه، ويكون قريبا من الإبط، لكنني لا أعاني من الضغط ولا السكر -والحمد الله-، أجريت تخطيطا وقال إنه سليم، وأخبرني أنه سيجري لي هولتر لكن لديه سفر مدة 3 أسابيع وسيعود -بإذن الله-، لكني خائفة من هذا النبض، فالنبض غير المنتظم أحيانا يأتيني بدون خفقان، وأشعر أنني أريد أن أكح لينتظم، وظهر لدي التهاب في الحلق، والجيوب الأنفية، ولساني أبيض وفيه حبوب، وأعطاني الدكتور مضاد وغسول للتو بدأت باستخدامه.

كذلك منذ زمان بعيد أشعر بألم في يدي اليسرى، وكتفي الأيسر بدون تنميل، ولا تغير في اللون، وسبق ذهبت لدكتور عظام، فأجرى لي الأشعة على الرقبة وقال: أن لدي شدا عضليا، واستخدمت مرهما لكن لا زال الألم في يدي اليسرى، حتى أني لا أستطيع أن أرخي كتفي، ويدي فلما أرخيها أشعر بعضلة، أو عصب سينقطع فأرفعها بسرعة.

ولدي ألم أيضا في منتصف الكتف ليس المفصل، وأحيانا أصاب بشد عضلي في الرقبة من الجهة اليسرى يعني العضلة التي من تحت الأذن حتى الكتف، لا أدري إذا كان هذا له علاقة بالقلب؟ ولماذا الألم متركز من الجهة اليسرى (علما بأني عسراء أكتب باليسار) وهل أستطيع الانتظار 3 أسابيع حتى عودة الدكتور أم أن هناك خطر؟ علما بأن هذا الألم لا يشتد إذا مشيت أو ركضت، فأنا أقوم بالرياضة بشكل منتظم من 30 إلى ساعة ونصف تقريبا يوميا، ولا أشعر بالتعب بعد الرياضة، ولكن أحيانا يأتيني بعد ساعة، وأحيانا فجأة.

مرة كنت جالسة وقمت من مكاني وشعرت بألم حتى أنني حنيت ظهري للأمام، وشعرت أن قلبي توقف وذهب من فوره، لكنني خفت واستمر معي الخفقان والنبض الغريب لمدة ساعة أو اثنتين، ماذا بي وهل هذا خطير؟ وهل التخطيط كاف لطمأنتني؟ وقد أجريت مسبقا تحاليل دم، ولم تظهر أي مشكلة، فما هذا النبض؟

وشكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد في القلب وبالتحديد في الأذين الإيسر ما يشبه الدينامو يسمى SAN لتوليد الشحنة الكهربائية المتكررة التي تنتقل من الأذين الإيسر إلى الحاجز بين البطينين، ثم إلى البطينين، وهذه الشحنة الكهربائية هي التي تنظم انقباض وانبساط غرف القلب الأربع، في تناسق عجيب على مدار الساعة.

وفي ظل ظروف معينة قد تخرج تلك الشحنة الكهربائية من مكان آخر غير المكان الأصلي، SAN فتعطي ما يسمى Premature beat أو ضربة قلب غير مكتملة، أو غير أساسية وهذه التي تعطي الرفرفة في القلب أحيانا، وتعتبر فسيولوجية في كثير من الأحيان وليس مرضية، والأسباب كثيرة مثل القلق، والتوتر العاطفي، وكذلك اضطرابات الغدة الدرقية، والتدخين، وتناول المنبهات بكثرة مثل القهوة وقد تنشأ تلك الضربات غير المكتملة بسبب الإرهاق البدني والذهني، أو بسبب الخوف المرضي.

ولعلاج ذلك الخفقان يجب تغيير نمط الحياة للسيطرة على تلك الضربات، ومنع حدوثها من خلال الإقلال من المنشطات مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، والامتناع تماما عن التدخين السلبي عن طريق البعد عن المدخنين، وفحص الكوليستيرول والدهون الثلاثية؛ وتناول العلاج المناسب حسب نتيجة التحليل، وفحص صورة الدم ،CBC لبيان هل يوجد فقر دم من عدمه، وأخذ الفيتامينات اللازمة، ولا بأس من عمل الهولتر عندما يعود الطبيب دون خوف، ودون أدنى خطورة -إن شاء الله-، والنتيجة -إن شاء الله- طيبة؛ لأن القلب نفسه سليم.

كذلك يجب البعد عن التوتر الزائد، والانفعال، وإذا ثمة مشكلة نفسية مثل الخوف المرضي أو الرهاب يجب زيارة الطبيب النفسي؛ لعمل جلسات تحليل نفسي، لإخراج ما بداخل النفس من ترسبات الماضي، ومشاكل الحاضر، وممارسة قدر من الرياضة خصوصا المشي، والاعتدال في كل شيء، وتغذية النفس كما نغذي الروح من خلال المصالحة مع النفس، والصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والسماع للترتيل في السيرة وفي البيت كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويعمل على توقف تلك النبضات الزائدة -إن شاء الله-.

وليس للألم في اليد اليسرى علاقة بالقلب، ولكن في الغالب نقص فيتامين (د) وفيتامين (ب) المركب، ولعلاج تلك المشكلة يمكن تناول كبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا، وكبسولات celebrex 200 mg مرتين يوميا لمدة أسبوع، مع عمل مساج بالثلج مرة وبالماء الساخن على العضلات مرة أخرى في اليوم، مع التدليك الخفيف فهذا أفضل، مع الحرص على تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة شهرين، وشرب الحليب، وتناول منتجات الألبان.

ويمكن لتغذية الأعصاب أخذ جرعات من حقن neurobion في العضل يوم بعد يوم عدد 6 حقن، مع ضرورة تنظيم النوم، وأخذ قسط من الراحة خصوصا في القيلولة، والنوم الكافي ليلا ما لا يقل عن 6 ساعات، والحرص على التغذية الجيدة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً