الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رزقني الله بالحمل بعد حالة الإجهاض السابقة وأريد أن أطمئن عليه

السؤال

السلام عليكم

دكتورة: أود أن أشكر لكِ مجهودك ومساعدتكِ لي، جعلها الله في موازين حسناتك.

دكتورة: لقد مَنّ الله علي ورزقني الحمل، وكانت آخر دورة لي (2015/6/19) ونحن اليوم (2015/7/4) وذهبت للطبيبة، وصرفت لي مثبت (دوفاستون)؛ لأن لدي حالة إجهاض سابقة، وقد أخبرتكِ بذلك مسبقاً، ولدي بعض الأسئلة؛ لكي يطمئن قلبي:

أولاً: إلى الوقت الحالي لم يأتني غثيان الحمل، فقط أشعر بعدم الرغبة في الأكل مطلقاً، ولكن أجبر نفسي من أجل التغذية السليمة، وبين وقت وآخر أشعر بصداع. سؤالي: هل تأخر الغثيان والوحم أمر طبيعي أم أنه إنذار لشيء ما؟

وسؤالي الثاني: عملت أشعة تلفزيونية، ورأيت كيس الحمل بعد أسبوعين من تأخير الدورة، وكان حجمه (1,04) سم، ولكن ظهر لي كيس صغير على المبيض الأيمن بحجم (1,23) سم، وأخبرتني الطبيبة أنه يجب أن أعمل متابعة أسبوعية، وسؤالي: هل هذا الكيس يؤثر على الجنين؟ وما مدى تأثيره؟ وما هو العلاج اللازم؟ وهل حجم كيس الحمل سليم؟

سؤالي الثالث: بتاريخ (2015/8/4) نزل علي قليل من الدم داكن اللون، وأقلقني هذا جداً، وذهبت إلى الطبيبة، وعملت لي سوناراً مهبليا، ورأت الكيس، وقالت: "وضعه تمام" وعملت تحليل هرمون الحمل وكانت قيمته (1257).

سؤالي: هل هذا طبيعي أم علامة للإجهاض؟ علماً بأن الدم الذي ينزل باستمرار لا يمكنني رؤيته إلا لما أمسح، ويظهر لي في المنديل، واستمر إلى اليوم، وهو اليوم الثالث لي، ولا أعلم ما السبب؟ القلق يوترني دوماً، هل هو طبيعي أم ماذا؟

أعتذر عن الإطالة، وأتأسف جداً، أرجو من حضرتكِ إجابتي في أقرب وقت، وشكراً جزيلاً، وجزاكِ الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة, والتي تنم عن ذوقك وحسن خلقك, والحمد لله الذي رزقك الحمل, ونسأله -جل وعلا- أن يتمه لك على خير.

بالنسبة للغثيان، فنحن نعتبره من الأعراض الظنية في الحمل, أي أن وجوده يوحي فقط بوجود الحمل, لكن لا يؤكد ذلك, وغيابه لا ينفي وجود الحمل, وبالتالي لا نعتمد عليه في التشخيص إطلاقا, فكثير من النساء الحوامل لا يشعرن بالغثيان رغم أن الحمل يتطور عندهن بشكل طبيعي وسليم, والعكس أيضا صحيح, فقد تعاني الحامل من الغثيان الشديد, لكن الحمل يكون عندها غير سليم كأن يكون لديها حمل عنقودي -لا قدر الله- لذلك، وباختصار أقول لك: إن الغثيان لا يهمنا في التشخيص إطلاقا.

بالنسبة للكيس الذي ظهر على المبيض, فيجب ألا يسمى كيسا؛ لأن كلمة (كيس) لا تطلق إلا على الحجم الذي يتجاوز (3) سم، أما ما كان دون ذلك فيسمى (جراب البويضة) أي المكان الذي حدث منه التبويض, وهذا المكان قد يستمر ويكبر لفترة قبل أن ينطمر, لذلك لا داعي للقلق الآن, لكن يجب إعادة قياس حجمه عند إعادة التصوير لرؤية نبض الجنين.

بالنسبة لحجم كيس الحمل، فهو حوالي (10) مليمتر, وهو ما يعادل (5) أسابيع حمل, أي أن عمر الحمل عندك بناء على حجم الكيس هو (5) أسابيع, أو شهر وأسبوع تقريبا, وبوجود الإفرازات البنية, فإنه يجب الحذر أي يجب التأكد -أولا- من أن الحمل يتطور بشكل سليم، لذلك يجب إعادة تحليل هرمون الحمل بفاصل (2-3) أيام, فإن كان يتضاعف في القيمة, فإن هذا يعتبر مؤشرا جيدا على صحة الحمل, ثم يجب أن يتم عمل تصوير تلفزيوني جديد عند بلوغ الحمل عمر (7) أسابيع؛ لرؤية المضغة ونبض القلب, فإن تمت رؤية المضغة ونبض القلب فيها بوضوح, فهنا يمكن أيضا القول بأن الحمل يتطور بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى-، وبأن الدم لم يؤثر عليه, وقد يكون حينها مصدره خارجيا من عنف الرحم, لذلك خلال المتابعة بعد ذلك يجب أخذ مسحة من عنق الرحم للزراعة، وأخرى للخلايا تسمى (pap smear) للتأكد من سلامته.

نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً