الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يمكنني توجيه أختي الصغرى وحمايتها من الانحراف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا أشكركم على هذا الموقع الإسلامي الأكثر من رائع.
أختي الصغرى عمرها 14 سنة، متهورة وكسولة أكثر من اللازم، لا تتفق مع أحد في المنزل، دائما عصبية ولا تستطيع أن تقيم صداقات طويلة، تكره الدراسة، ولا أعرف كيف أساعدها لأنها لا تسمح لي بالتقرب منها، بالإضافة إلى ذلك هي غير نشيطة، لا تقوم بأي شيء، حتى واجباتها المدرسية المفروضة عليها، تتحمل العقوبة ولا تقوم بها، حتى في اهتمامها بنفسها تتكاسل عن ذلك.

تعاني دائما من قلة التركيز والسرحان، وحتى عند ارتدائها ملابسها، هي كثيرة أحلام اليقظة، بل أجدها أحيانا تتخيل أحداثا، وتتكلم مع نفسها وتؤلف قصصا وتعيشها، ولا تعرف كيف تتخد قرارا، وليس لها أي هدف.

دائما ننصحها بالصلاة رغم أنها تعرف أهميتها، إلا أنها تدعي بأنها تصلي، تذهب إلى المسجد لحفظ القرآن لكنها لا تصلي، ولا تتفق معي رغم أنني دائمة النصح لها، وهي متسلطة وترفع صوتها على من هم أكبر منها، تحب أن تستولي على كل شيء.

والمشكلة التي نواجهها اليوم: أنها لا تريد ارتداء الحجاب، وأهلي يريدون فرضه عليها، نصحتها كثيرا، لكنها أخبرتني بأنها سوف تخلعه من ورائهم، وتقوم بأعمال تفاجئهم، وهي لا تسمع كلام أحد، وقد أتعبت أمي كثيرا، وأمي تعاني من ارتفاع ضغط الدم.

أخشى أن تنحرف، خاصة وأن ما تبقى من صديقاتها هن رفيقات سوء، أريد نصحكم الحكيم في كيفية التعامل معها، وإقناعها بمصلحتها، وأن أخفف من عصبيتها التي باتت تشكل خطرا؟ وكيف أجعلها تحترمني ولا تتسلط علي؟ وكيف أتدخل في موضوع الحجاب؟

أعتذر على الإطالة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسرار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقتك، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايتها وصلاح الأحوال، وأن يردها للحق وتحقق الآمال.

لا شك أن الذي يحصل مزعج، ولكن الحل سهل -بحول الله وقوته- إذا قمتم بما يلي: كثرة الدعاء لها، وتجنب الدعاء عليها، خاصة من قبل الوالدين، وتفهم احتياجات وخصائص فئتها العمرية، هي في سن تستجيب للحوار وتحب الإقناع، وتنفر وتعاند إذا فرضت عليها الأوامر، والقرب منها والتقرب لها وتقبلها كما هي، ثم الاجتهاد في الصعود بها ومعها، وتسليط الأضواء على ما فيها من إيجابيات، وتجنب النقد لها والتجريح، ومصادقتها وتفهم دوافعها والتماس العذر لها، وإشعارها بالحب والثقة، وإحسان الظن بها، والاتفاق على خطة موحدة في التعامل معها، والاحتفاء بكل عمل تقوم به، وإن كان قليلا، والثناء عليها حتى تتحسن نظرتها لنفسها، والصبر عليها وتحمل نقدها وتفهم دوافعها، وعدم اتهامها بالسوء، وتجنب التدقيق والتحقيق في كل صغيرة وكبيرة، وإشعارها بالخوف عليها وليس الخوف منها، وتذكيرها بأنها لا تشبه المقصرات، وأنها من أسرة كريمة.

بيان أهمية الحجاب وكونه من شريعة الله، وأن فيه حفظا للفتاة، وأنه يشير إلى جمال النفس، وإحياء روح المراقبة لله في نفسها، الاستمرار في التواصل مع الموقع.

ونتمنى أن تكوني صاحبة الدور الأكبر لكونك الأقرب لها سنا، وعليك أن تشعريها بالحب والاهتمام، وحاولي التفاهم مع الوالدة لتغيير أسلوب التعامل معها، واستدعاء دور الوالد؛ لأن الفتاة في هذه المرحلة غالبا ما تقترب من الوالد، عكس الشاب الذي غالبا ما يميل إلى الأم، وأرجو أن تجعلي همك تقوية الإيمان، وتكوين القناعات الإيجابية، وعزلها عن رفيقات السوء، ولكن بطريقة هادئة وغير مباشرة.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثر اللجوء إليه، والتسلح بالصبر فإن العاقبة لأهله، وقد أسعدنا تواصلكم ويفرحنا الاستمرار للتشاور والتناصح، ونسأل الله أن يهديها ويصلحها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر أاسرار

    بارك الله فيكم وسدد خطاكم
    وجعل هذه النصائح الثمينة حاجبا لكم من النار
    وفقكم الله

  • رومانيا ام ريان

    بارك الله فيكم
    وجزاكم الله من خير الدنيا والأخرة


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً