الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لابد من استعمال حبوب تنظيم الدورة حتى في غياب الزوج؟

السؤال

زوجتي دورتها الشهرية غير منتظمة نهائيًا، ذهبنا لاستشاري نساء وتوليد قبل سنة فأعطاها حبوب دوفاستون وova، Mit لمدة 3 أشهور، ولم تنتظم الدورة، ولا تنتظم إلا باستعمال هذه الحبوب، وقد قفت الحبوب، وأنا سافرت، ومنذ 7 شهور ما جاءتها الدورة، هل تستعمل نفس الحبوب حتى وأنا غائب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الطيب علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدورة الشهرية المنتظمة منظومة مكونة من مثلت متكامل ومتعاون، والضلع الأول منه هو هرمونات الغدة النخامية، والتي تحفز المبايض، وتساعد في نمو البويضات، والتي يتحكم فيها غدة أعلى في المخ تسمى hypothalamus، بالإضافة إلى إفراز هرمون الحليب، والضلع الثاني من ذلك المثلث هو المبايض والهرمونات الناتجة عن التبويض، والضلع الثالث هو الرحم.

ووجود مشكلة في أي ضلع من هذا المثلث تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وخلل في التبويض والاضطرابات في الدورة الشهرية، ونزول الدورة الشهرية بواسطة الحبوب فيه إشارة إلى أن الرحم سليم، والمشكلة محصورة بين المبايض وبين هرمونات الغدة النخامية المحفزة لها.

وأهم المشاكل التي تحدث للمبايض خصوصًا إذا مرت فترة من انتظام الدورة الشهرية على الزوجة -حفظها الله- بعد فترة البلوغ ثم انقطعت الدورة بعد ذلك هي تكيس المبايض، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبايض السميكة، وتتحوصل داخل المبايض مما يؤدي إلى تأخر الدورة ويصبح هرمون إستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وينقص هرمون بروجيستيرون، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدًا وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة.

وقد يرتفع هرمون الحليب prolactin، وقد يحدث كسل في وظائف الغدة الدرقية، وهذا الارتفاع، وذلك الكسل يؤديان إلى خلل واضطراب في الدورة الشهرية، والأمر يحتاج إلى متابعة مع استشاري غدد صماء واستشاري نسائية لعمل الفحوصات اللازمة، وهي فحص هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهرمونات المبايض، وعمل سونار على المبايض والرحم، والتحاليل المطلوبة هي FSH - LH -- PROLACTIN- TSH-Free T4 -- DHEA--ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم الـ21 من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

ولإعادة تنظيم الدورة والمساعدة في علاج التكيس يمكن للزوجة تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لعدة شهور حتى في غياب الزوج؛ لأن الهدف هو العلاج وليس منع الحمل، ويتم تناولها يوميًا قرصًا واحدًا حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، والغرض من تناول تلك الحبوب وقف حالة التكيس وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض.

والتكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، وإنقاص الوزن في حال زيادته ضرورة ملحة، ويحتاج إلى حمية وممارسة الرياضة بشكل يومي، والمشي نصف ساعة على الأقل يكفي لذلك، مع تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغذاء والعشاء نفس المدة 6 شهور لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس، كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: total fertility، ويمكنك أيضًا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضًا يوميًا واحدة مع حبوب فوليك اسيد 5 مج وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع شرب أعشاب البردقوش والمرمية وحليب الصويا، وكل هذه الأشياء قد تساعد في علاج التكيس؛ لأن لها بعض الخصائص الهرمونية.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا الطيب علي يوسف الكاهلي

    جزاكي الله كل خير ومتعك الله بالصحه والعافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً