الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا تفعل من كان زوجها من سمته الكذب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

زوجي يكذب علي ولا أستطيع مواجهته .. ماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يغفر له، وأن يتوب عليه، وأن يعافيه من هذه الآفة المحرمة، وأن يجعلك عوناً له على ذلك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أن زوجك ضحية تربية أسرية خاطئة، اكتسب منها هذه الآفة المدمرة، وما أكثر ضحايا التربية الأسرية الخاطئة في عالمنا العربي والإسلامي مع الأسف الشديد، والكذب كأي آفة وعادة ممقوتة، ويحتاج إلى فترةٍ طويلة من العلاج، وعلاجه ليس بالمستحيل، وإنما هو سهل ميسر إذا صدقت النوايا، وتم الأخذ بالأسباب الصحيحة للعلاج، والتي من أهمها:

أن يعرف الشخص بأنه يكذب، وأن يقتنع بذلك، وأن يكون لديه الاستعداد للتخلي عن تلك العادة القبيحة التي تتعارض مع الإسلام وقيمه وأخلاقه، فلقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل يكون المؤمن بخيلاً؟ قال: نعم، فقيل له: هل يكون جباناً؟ قال: نعم، فقيل له: هل يكون المؤمن كذاباً؟ قال: لا))؛ وذلك لأن الكذب من أبرز صفات المنافقين، والعياذ بالله.

لذا أرجو فتح الموضوع معه بدايةً ولو على صورة سؤال: ما رأيك في الكذب؟ ثم سؤال آخر: ما هو الكذب؟ ثم عرض بعض مواقفه عليه بطريقةٍ هادئة كما لو لم يكن هو الفاعل، مثل: ما رأيك في كذا، وتذكرين له موقفاً واضحاً من مواقفه، ثم تقولين له: (ما رأيك في هذا؟) ثم تعرضي عليه فكرة حصر مواقفكما وكلامكما معاً، على أن يكون الأمر بينكما؛ حتى لا يشعر أنك تتهمينه بالكذب وحده.

وإياك والتأنيب أو التوبيخ أو العنف؛ لأن هذه أمور تنفّر ولا تؤلف، وتفرق ولا تجمع، فعليك باللطف، واللين، والحنان، والرفق، والعطف، وإشعار زوجك بأن حبك له وحرصك عليه هو الدافع لهذا الحرص.

وعليك بالدعاء له، خاصةً في لحظات الإجابة، وبظهر الغيث، وإن شاء الله ستوفقين في مساعدة زوجك في التخلص من هذه العادة والإقلاع عنها في أقرب فرصة.

مع تمنياتنا لكما بالتوفيق والسداد، والصدق في القول والعمل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هاجر

    الله يوفكم على هذه النصائح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً