الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمحاولة الإصلاح بين الزوجين المتشددين بعد وصول خلافهما إلى المحكمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي مهندس ميكانيكيا ملتزم دينياً (ظاهريا) أمامنا، والله أعلم بما في القلوب، (سلفي)، عاطل عن العمل، تزوج قبل أربع سنوات من فتاة تلبس الخمار وكان زواجه بعدم رضا الوالدة والإخوة والأخوات.

وطبعاً التزامهما المتشدد جداً فرق العائلة بدل من أن يجمعها، حيث كان شرط زواجه سكنها في بيت العائلة مع الوالدة فقط.

وكونها أتت من بيئة منغلقة جداً ساءها حضور البنات وأزواجهن وأولادهن، علماً بأنها لا تظهر على أزواجنا أو إخواننا، المهم: ألزمته بالرحيل عن الوالدة وهي بأمس الحاجة إلى ابن يرعاها، ورحلوا إلى حوالي 6 بيوت لم يوفقوا خلال الأربع سنوات في أي بيت منها، وأخيراً عادوا إلى بيت أهلي، وبعد رحيلهم برضاها حصل خلاف عنيف كالمعتاد بينهما، تركت البيت وذهبت إلى بيت أهلها قبل حوالي ستة أشهر، حيث كانت حاملاً ووضعت بنتاً بالإضافة إلى ولد عمره سنتان، وطبعاً لتدخل أهلها الشديد وعدم السماح له بمقابلتها أو الاتصال الهاتفي لجأ الاثنان إلى المحاكم، وبين أخذ ورد وخصام وجدال وإظهار الأسرار بينهما سواء منه أو منها مما أدى إلى تضخيم المشكلة أضعافاً مضاعفة.

الآن هو لا يريد إرجاعها، علماً بأننا أهله لا نرغب بأن يطلقها من أجل الولدين، حيث إنه يشاهدهما عن طريق المحكمة ونحن في حيرة شديدة من أمرنا، هو مصر على رأيه، وهي مصرة على رأيها، فما العمل؟ أرشدوني.

علماً بأن الاثنين كل منهما أخطأ، فهي لم تحفظ العشرة ولم تساعده على بر والدته أو صلة أرحامه، وما إلى ذلك من الأخلاق الإسلامية الحميدة، حيث إننا منذ دخولها إلى بيتنا لم نر إلا المشاكل والهموم.

أما هو فهو مهندس كسول يعمل شهراً ويقعد شهراً، لا يجيد ترتيب أوراقه، ولا يتحمل المسئولية، ويركن على الآخرين، علماً بأننا أسرة متآلفه ولله الحمد.

أرشدونا إلى العمل المناسب لإنقاذ الطفلين من مشاكلهما.
وجزاكم الله كل الخير، وجعله في ميزان حسناتكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن أخيك وأهله وأولاده خير الجزء، وأن يعافيك مما ابتلى به كثيراً من خلقه، وأن يحفظك وأسرتك من كل مكروه وسوء، وأن يصلح حال أخيك وأهله.

وبخصوص ما ورد برسالتك عن مشكلة أخيك وأهله: فمع الأسف الشديد أرى أنه من النادر أن تعود المياه إلى مجاريها بعد الوصول إلى المحاكم، وإظهار الأسرار من كلا الطرفين، فالمحكمة تكون هي آخر المطاف، والورقة الأخيرة في غالب الأحايين، وكم كنت أتمنى أن يكون دوركم قبل هذه المرحلة، أما الآن فالأمر في غاية الصعوبة، خاصةً مع أشخاص يفهمون الإسلام فهماً مبتوراً، ويحسبون أنهم على شيء، وهذا مع الأسف الشديد، وإن كنت لا أعدم الأمل، ولا أعرف اليأس، ولا أريد أن أغلق باباً ما زال فيه فرجة تدخل منها الذرة عبر شعاع الشمس.

فأقول: لا مانع من تكرار المحاولة مرةً أخرى عن طريق بعض الصالحين من ذوي الاعتدال والوجاهة والديانة لدى الطرفين، فيبحثان أولاً الأسباب المؤدية إلى المشاكل السابقة، ثم يضعان حداً لها، وكذلك وضع تصور معقول للحياة مستقبلاً، شريطة أن يؤخذ تعهد على كلا الطرفين بضرورة قبول حكم هؤلاء الوسطاء، وذلك قبل البدء في أي مساع للإصلاح، وتذكير الزوج وزوجته بالآثار المترتبة على الأولاد بعد الطلاق، خاصةً أنه مهما كانت قدرات ومهارات أحد الطرفين فلن يستطيع بحالٍ أن يقوم بالدورين جميعاً في وقتٍ واحد (دور الأب والأم)، وبذلك سيدفعان الأولاد إلى معاناةٍ لا تحمد عقباها، وسيقضيان على مستقبلهما ولابد.

حاولوا التركيز على مسألة الأولاد، لعل وعسى أن يكون لها بعض المكانة في نفوس والديهما فيرقّا لحالهما ويعودا من أجلهما، وفوق ذلك أوصي الجميع بالدعاء لهذه الأسرة المنكوبة أن يرد الله إليها صوابها، وأن تعود إلى رشدها، وأن يصرف عنها كيد الشيطان والنفس والهوى، إنه جوادٌ كريم.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق، وللأسرة بصلاح الحال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً