الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصلح زملائي وأختار الصديق الصالح ونكون من أولياء الله؟

السؤال

كيف نكون من أولياء الله المتقين؟

السلام عليكم

أنا عمري 13 سنة، وعندي زملاء في المدرسة أخلاقهم ليست جيدة، وأتكلم معهم كثيرا عن أهمية الأخلاق، وأهمية حفظ اللسان، ويعودون إلى ما كانوا عليه، ماذا أفعل لأستطيع إصلاح أخلاقهم؟ وكيف أختار الصديق الصالح وليس هناك معي في المدرسة -مثلا- أصدقاء صالحين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ سعد الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه، وأما بخصوص ما تفضلت به، فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: كم سرتنا رسالتك -ولدنا الفاضل سعد الدين- ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك شر كل ذي شر، وأن يجعلك من العشرة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله...).

ثانيا: لن تعدم الخير أبدا -يا سعد- ابحث عن صديق صالح، وستجد -إن شاء الله-، وإن اجتهدت ولم تجد فصاحب أقلهم سوءا، واجتهد أن تجعل منه شابا صالحا مستقيما، ولعل الله يهديه على يديك، ويكون لك الأجر مضاعفا.

ثالثا: لا ننصحك باعتزال أصحابك كلهم، كما لا ننصحك بالانخراط بهم وهم يعصون الله أو يتكلمون كلاما بذيئا، ولكن كن معهم ناصحا ومعينا.

رابعا: استعن ببعض المدرسين الذين يغلب عليهم التدين، واجتهد أن تسأله عن كل ما يطرأ عليك من تساؤل.

خامسا: إن خلت المدرسة من صديق صالح، فلن يخلو بيتك أو قبيلتك، أو جيرانك، أو من يصلي معك في المسجد من شباب صالح طائع لله، نرجو منك أن تصادق بعضهم -يا ولدي-، فإن المرء بإخوانه، وإخوانه بدونه، والشاب الصالح يقوي عزمك، ويثبتك على الطاعة.

نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يجعلك مفتاحا للخير مغلاقا للشر، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً