الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدمت لخطبة فتاة ذات خلق ووقع في نفسي نفور منها!!

السؤال

السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة طيبة، وعلى خلق منذ شهر ونصف، وفي يوم الخطبة وقع في نفسي إحساس بنفور شديد منها، لدرجة أني رأيتها سيئة جداً، وهذا الإحساس لم يكن له سبب منطقي، كتصرف سيء منها مثلاً أو موقف مسيء!

منذ تلك الليلة وأنا أشعر بإحساس غريب تجاهها، أشعر أنها غريبة عني، رغم أننا كنا نتحدث قبل الخطبة بود، وبشكل مستمر، وسألنا الكثير وقالوا: ممكن أنه سحر أو حسد.

المفترض أن أتخذ قراراً، والحواجز تزداد بيننا يوماً بعد يوم، وهي تعتقد أنني لست على قدر المسئولية تارة، وتعتقد بوجود حسد أو سحر تارة أخرى، وإننا في مفترق الطرق، ولا أعلم ماذا أفعل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرداً على استشارتك أقول:

- عليك أن تحرص على توفر الصفات المطلوب توفرها في شريكة الحياة، وأهم ذلك الدين والخلق، كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، إذ قال: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك).

- الزواج رزق مقدر ومكتوب يسير وفق قضاء الله وقدره، وسيأتيك في الوقت الذي قدره الله لك، فمن كانت من نصيبك فستحصل عليها، ومن ليس من نصيبك فلا يمكن الحصول عليها مهما بذلت من أسباب، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) وقال عليه الصلاة والسلام: (كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس) والكيس يعني الفطنة، وقال أيضا: (لما خلق الله القلم قال له اكتب، قال وما أكتب؟ قال ما هو كائن إلى يوم القيامة).

- لا تلتفت لما في ذهنك من الوساوس، وأنك رأيتها سيئة دون أي سبب، أو أنك تحس بإحساس غريب تجاهها، وتشعر بأنها غريبة عنك، فلعل ذلك من الشيطان يريد منك ألا ترتبط بها.

- خذ الوقت الكافي، ولا تتعجل في ترك هذه الفتاة، ولا مانع أن ترقي نفسك لدى قارئ ثقة، فلربما أصبت بعين أو حسد، والرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل.

- صل صلاة الاستخارة بحيث يكون قلبك غير ميال لأحد الطرفين القبول أو الرفض، ثم ادع بالدعاء المأثور، وتوكل على الله، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فاعلم أن الله قد اختارها لك زوجة، وإن تعسرت الأمور وأغلقت الأبواب فاعلم أن الله قد صرفها عنك.

- كن على يقين بأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه، فالعبد لا يدري أين الخير، وأين الشر، فقد يكون الخير فيما يراه شراً، والعكس، قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

- تضرع إلى ربك بالدعاء وأنت ساجد، واستغل أوقات الإجابة، وخاصة بين الأذان والإقامة، والثلث الأخير من الليل أن يصرف عنك العين والحسد، وارق نفسك بما تيسر من القرآن، والأدعية النبوية، وكن على يقين باستجابة الله لك، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقال: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ).

أسأل الله تعالى أن يصرف عنك العين والحسد وأن يرزقك الزوجة الصالحة وأن يسعدك في حياتك آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً