الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحزن يسبب سرعة نبضات القلب والشعور بالاختناق؟

السؤال

السلام عليكم..

هل الحزن الدائم يسبب أمراضا في القلب؟

أنا لا أعلم إن كان سببه الحزن أم لا؟ ولكن دائما دقات قلبي سريعة جدا، وأشعر وكأنني مخنوقة، وأنزعج من أقل الأصوات، أما إذا تنفست في الهواء الطلق أشعر بالراحة، ولكن داخل المنزل أشعر بالاختناق، وأي صوت يغيظني، وأضطر أن أقول للشخص كفى!

عمري 22 سنة، ووزني 45 كغم، وقد كان في السابق 57 كغم، ولكن بسبب الحزن نزل لهذا الرقم، وتداركت طعامي فقط؛ حتى لا أكون منتحرة ويغضب علي ربي.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

كان فيما مضى يُعتقد أن الحزن الشديد يؤدِّي إلى الذبحات القلبية، وفي عام 1964 ظهرتْ ورقة طبية ممتازة جدًّا في المجلة الطبية البريطانية، كتبها أحد العلماء (ميري باكس)، هذه الورقة تتكلم عن القلوب المكسورة -أو هكذا سُمِّيتْ-، وهو أن الحزن الشديد يؤدِّي إلى ذبحاتٍ قلبية، خاصةً في حالة وفاة أحد الزوجين من كِبار السِّن، وجد أن الزوج الثاني قد يلحق بزوجه في خلال ستة أشهر، هذا في سبعين بالمائة من الحالات.

هذه الورقة أثارت ضجة كبيرة جدًّا بالرغم من نمطها العلمي في كتابتها وإعدادها، لكن في السنين الأخيرة اتضح أن هذا الكلام ليس دقيقًا، أي لا نستطيع أن نقول أن الحزن يُسبب مرضًا قلبيًا معيّنًا، لكنه قطعًا يَخِلُّ بالصحة العامة للإنسان.

وبالنسبة لما يحدث من دقَّاتِ قلبٍ سريعةٍ لديك عند شعورك بالحزن: أعتقد أن شعورك بالغضب هو الأطغى والأكثر هيمنة وسيطرة، والغضب شعور انفعالي سلبي جدًّا، يؤدِّي إلى تسارع ضربات القلب، وذلك من خلال إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي، وعدم تحمُّلك للأصوات المزعجة، هذا أيضًا سمة من سمات إفراز مادة الأدرينالين عند الغضب والانفعال وشيء من الكدر.

قطعًا حين تأخذين نفسًا عميقًا هذا يؤدِّي إلى إشباع الرئتين والجسم بالأكسجين، وهذا قطعًا يؤدِّي إلى ارتياح كبير.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك يمكن أن تُعالج بصورة بسيطة جدًّا، وهي:

أولاً: لا تحزني، وعليك بالدعاء، وأذكار الصباح والمساء فهي أذكار مفرِّجة للكُرب، وهنالك أدوية المناسبات أيضًا لا تنسيها.

وفي ذات الوقت عبِّري عن مشاعرك فرحًا كانتْ أو حزنًا، فالإنسان لا بد أن يُعبِّر عن مشاعره أولا بأول، ولا يجعلها تتراكم وتحتقن.

تطبيق التمارين الاسترخائية سوف يكون عملاً رائعًا في حالتك؛ لأنه سوف يكون علاجًا مفيدًا لك جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة -أيتها الفاضلة الكريمة- وتُطبقي التمارين الاسترخائية كما وردتْ في الاستشارة، وسوف تستفيدين منها كثيرًا.

كما أن تمارين التنفس التدرُّجي، وأنت في حالة استرخائية، حين تأخذين الشهيق الذي يعقبه الزفير، وكلاهما يكون ببطء وقوة، هذا قطعًا يُساعدك كثيرًا في الاسترخاء العضلي للقفص الصدري وبقية جسمك.

أنا أرى أيضًا أنه سيكون من الجيد بالنسبة لك أن تنامي مبكرًا، فهذا يُساعدك كثيرًا في الاسترخاء، وهنالك دواء بسيط يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) أريدك أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، تناوليها في الصباح، دواء بسيط جدًّا، يُزيل القلق والتوترات.

وسيكون أيضًا من الجيد أن تُجري فحوصات طبية عامة، لتتأكدي من مستوى الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) لديك، وهرمون الغدة الدرقية، لأن زيادة هرمون الغدة الدرقية يؤدِّي إلى تسارع في ضربات القلب، كما أن تقليل تناول الشاي والقهوة سيكون أمرًا جيدًا.

نعم لا أحد يريدك أن تكوني منتحرة، ولن تنتحري -إن شاء الله تعالى- لأنك فتاة مسلمة، وأكثري من الاستغفار والدعاء وذكر الله على الدوام، ولن إلَّا خيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً