الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا تعني رؤية الفئران في المنام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة عمري 32 سنة، حديثة العهد بهذا الموقع الرائع، فجزاكم الله خير الجزاء.

منذ بضعة أشهر تعرفت على رجل إفريقي مسلم، مطلق وليس لديه أولاد، من أصل غير عربي، يريد التقدم لخطبتي، وبعد شهر تقريبا من معرفته، رأيت في منامي كأنني أحدثه على الهاتف، وهو منهمك في طرد فأر أو فأرة من منزله، وقد عمت الفوضى في منزله، وكان يقول لي انتظري حتى أطرد هذه الفأرة، (كانت الرؤيا بعد صلاة الفجر).

بعد بضعة أيام طلبت من صديقة مقربة لي -نحسبها من الصالحات إن شاء الله- أن تقوم بصلاة الاستخارة من أجلي، ففعلت ورأت في منامها وكأنني قد تزوجت به، فوجدتني منهمكة في محاربة أربعة فئران بلون أصفر، من بينهم فأر صغير، ورأتني أزيل الشوك من البيت، فعندما أرادت معاتبتي على ٱختياري لهذا الرجل، طلبت منها الصمت، وأن تعينني فقط في أمري، ففعلت إلى أن تم إخراج الفئران، وإزالة الشوك.

صديقتي تقول: مع أنها تعي أنها تتكلم معي في منامها، إلا أن صورتي تشكلت لها على هيئة أختها (السعدية)، وقامت من منامها على أذان الفجر، فما تفسير هذه الرؤيا؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ moniba حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الفئران في المنام فواسق، فتدل على رجال أو نساء فاسقات، وهذا الرجل يجاهد لطرد فاسقة عن نفسه، ورؤيا صاحبتك تدل على مجاهدة منك في طرد الفواسق عن البيت، وهنا أمور ينبغي التنبه لها:

الأول: الزواج لا يعتمد فيه على الرؤى والمنامات، وإنما يستأنس بها، ولا يرد الرجل ولا يقبل من أجل الرؤى، فقد تكون من الشيطان لبعدك عن الخير، أو ليقربك من الشر.

الثاني: عليك بالتريث في الزواج، والسؤال عن الرجل عن طريق محارمك، وينبغي أن يتولى الأمر عاقل من أهلك لينظر لك هل يليق بك أم لا؟

الثالث: الاستخارة لا تكون من الغير للغير حتى لو ظننا فيه الصلاح، وإنما تكون منه الاستشارة، أما الاستخارة فتكون منك أنت لنفسك، فعند البخاري ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ-، ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ اﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﻓﻲ اﻷﻣﻮﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻳﻘﻮﻝ: "ﺇﺫا ﻫﻢ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ، ﻓﻠﻴﺮﻛﻊ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﺛﻢ ﻟﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺘﺨﻴﺮﻙ ﺑﻌﻠﻤﻚ ﻭﺃﺳﺘﻘﺪﺭﻙ ﺑﻘﺪﺭﺗﻚ، ﻭﺃﺳﺄﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻓﺈﻧﻚ ﺗﻘﺪﺭ ﻭﻻ ﺃﻗﺪﺭ، ﻭﺗﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ، ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻼﻡ اﻟﻐﻴﻮﺏ، اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺧﻴﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻣﻌﺎﺷﻲ ﻭﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ- ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻋﺎﺟﻞ ﺃﻣﺮﻱ ﻭﺁﺟﻠﻪ -ﻓﺎﻗﺪﺭﻩ ﻟﻲ ﻭﻳﺴﺮﻩ ﻟﻲ، ﺛﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺷﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ ﻭﻣﻌﺎﺷﻲ ﻭﻋﺎﻗﺒﺔ ﺃﻣﺮﻱ- ﺃﻭ ﻗﺎﻝ: ﻓﻲ ﻋﺎﺟﻞ ﺃﻣﺮﻱ ﻭﺁﺟﻠﻪ- ﻓﺎﺻﺮﻓﻪ ﻋﻨﻲ ﻭاﺻﺮﻓﻨﻲ ﻋﻨﻪ، ﻭاﻗﺪﺭ ﻟﻲ اﻟﺨﻴﺮ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ، ﺛﻢ ﺃﺭﺿﻨﻲ"، ﻗﺎﻝ: «ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ».

يسر الله لك كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً